صحة
نشرت صحيفة «New York Post»، تقريرًا يفيد بأن العديد من المشاهير مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمير البريطاني وليم، الممثلة كاميرون دياز، رينيه زيلويجر والممثلة صوفيا فيرجارا، يعانون من مرض الوردية الجلدي، وهو مرض شائع يؤثر على مظهر البشرة، ووفقًا للتقرير، فالوردية الجلديّة هي حالة مزمنة تؤدي إلى التهاب البشرة مع ظهور علامات حب الشباب، ويعد التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئة، من أبرز أسباب الإصابة به.
ما مرض الوردية الجلدي؟
مرض الوردية الجلدي هو التهاب مزمن في البشرة، يتمثل في ظهور احمرار وتورم، وقد يرافقه ظهور حب الشباب أو تغيرات في ملمس الجلد، ويشير الأطباء إلى أن هذا المرض يحدث نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل، أبرزها العوامل الوراثية والتفاعلات البيئية، بالإضافة إلى ردود فعل التهابية وعائية في الجلد، كما يمكن أن يلعب عث الجلد دورًا في زيادة حدة المرض.
ويقول الدكتور محمد غنيم، استشاري الأمراض الجلدية في تصريحات لـ«الوطن»، إن الوردية لا تعتبر مرضًا معديًا، لكنه يؤثر على نوعية الحياة للمصابين به، نتيجة الآثار الجمالية التي يسببها، مضيفا أنه لا يوجد سبب واحد يمكن تحديده للإصابة بالوردية، إذ إنها ناتجة عن مجموعة من العوامل المعقدة التي تتفاعل مع بعضها البعض.

كيف تحدث الإصابة بمرض الوردية؟
تحدث الإصابة بمرض الوردية نتيجة تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئة، إذ يشير غنيم، إلى أن العوامل الوراثية تُمثل دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا المرض، إذ يتوارث بعض الأشخاص ميلًا للإصابة به، كما أن العوامل البيئية مثل التعرض للشمس أو الأطعمة الحارة يمكن أن تحفز المرض وتزيد من شدة الأعراض.
ومن العوامل الأخرى التي قد تساهم في تفاقم حالة الوردية، هي التغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء، واستخدام بعض الأدوية التي قد تثير الأعراض، بالإضافة إلى التوتر والضغط النفسي الذي يُعتبر أحد العوامل المحفزة للمرض.
أعراض مرض الوردية الجلدي
الوردية من الأمراض التي تتطور تدريجيًا، وتبدأ أعراضها في الظهور تدريجيًا أيضًا، وتبدأ مع احمرار في الأنف والخدين، ثم تتطور لتشمل الوجه بأكمله، ومن أهم الأعراض التي تشير إلى الوردية:
- احمرار مستمر في الوجه.
- ظهور حب الشباب أو حبوب صغيرة على البشرة.
- شعور بحرقة في الجلد.
- تورم في بعض الأحيان.
- تغير في نسيج الجلد.
- عيون حمراء وجافة.
علاج مرض الوردية.. ما الخيارات المتاحة؟
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للوردية، هناك العديد من الخيارات المتاحة للتخفيف من أعراضه وتحسين مظهر البشرة، يوضح غنيم أنه من المهم أن يبدأ العلاج في المراحل الأولى من المرض لتجنب تفاقم الأعراض، وتتنوع خيارات العلاج بين:
- الأدوية الموضعية، مثل الكريمات التي تحتوي على مضادات حيوية أو مضادات التهاب.
- العلاج بالأدوية الفموية، والتي تشمل أدوية مضادة للبكتيريا وأدوية تخفف الالتهابات.
- الليزر والعلاج الضوئي، وهي تقنيات تُستخدم للتخفيف من الاحمرار وتحسين مظهر البشرة.
- العناية اليومية بالبشرة، فالحفاظ على روتين تنظيف وترطيب مناسب يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.
ويُنصح المرضى بتجنب بعض العوامل التي قد تثير المرض، مثل التعرض المفرط للشمس، تناول الأطعمة الحارة، أو شرب الكحول.

تأثير التغذية على مرض الوردية الجلدي
تظهر الدراسات أن التغذية تُساهم في تخفيف أعراض مرض الوردية، إذ يؤكد استشاري الجلدية، أن هناك نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن أن يساهم في التخفيف من الأعراض، خصوصًا إذا كان يحتوي على أطعمة تحتوي على البروبيوتيك، التي تدعم توازن الجهاز الهضمي، ما ينعكس إيجابيًا على البشرة.
وبناءً على هذه الدراسات، يُنصح بإضافة بعض الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك، مثل:
- الكيمتشي: طعام كوري تقليدي يساعد على تعزيز صحة الأمعاء.
- اللبن الرائب: يحتوي على بكتيريا مفيدة تحسن من صحة الجهاز الهضمي.
- الميسو: التوابل اليابانية التي تحتوي على البروبيوتيك.
- المخللات: بما فيها الملفوف المخلل.
- التيمبيه: الذي يُصنع من فول الصويا، ويُعتبر مصدرًا جيدًا للبروبيوتيك.
- الزبادي: الذي يحتوي على بكتيريا مفيدة لتحسين صحة الأمعاء.
هل الوردية مرض مرتبط بالميكروبيوم المعوي؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرض الوردية قد يكون مرتبطًا بشكل كبير بالميكروبيوم المعوي، وهو التوازن البيئي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، فهناك دراسات علمية أظهرت أن هناك علاقة بين ميكروبيوم الأمعاء وصحة الجلد، خاصة في الأمراض الجلدية مثل الوردية، ويقول غنيم إن التغذية السليمة التي تتضمن الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، قد تساعد على تخفيف الالتهابات وتحسين صحة البشرة.
