علاقات و مجتمع
قصص الحب عديدة وجميلة، وأكثرها جمالًا هي قصة حب «سعودي وسعاد»، إذ كانت الزوجة دومًا ترى قصص الحب والهيام مثالا للحياة الصحيحة، وحديث الحب كان بالنسبة إليها لغة حياتها، على عكس «سعودي»، مدرس العلوم الذي كان يرى أن لغة الحب يجب أن تكون كتابةً، ناتجًا عن نشأته في مدينة سوهاج بالصعيد، وظروف عمله، وبرغم ذلك عاشا قصة حب كانت جوانبها غريبة وجليلة في نفس الوقت، لم تنتهِ إلا لفراق الزوج، تاركًا رسالة تعبر عن قصة حب عظيمة يجب أن تدون كلماتها.
رسالة حب من الزوج
تبينت قصة الحب في رسالة كتبها الزوج بخط يديه، قبل وفاته بأيام معدودة، نشرها الابن أحمد على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، لتلقى إعجاب وردود فعل كثيرة، وكانت محتواها كالتالي، «حبيبتي الغالية زوجتي العزيزة حبي الوحيد بحبك بحبك، بس الظروف مش مساعدة على الكلام، لأن مسئولية المدرسة والعيال كبيرة جدًا جدًا، ومسئولية العمل في ظروف غير مناسبة أكثر صعوبة هتقولي وأنا مالي؟، إذا مكنتيش أنتِ إللي هتقدريني مين يقدرني، فأنتِ حبيبتي التي لا أرى غيرها ولم أر غيرهها مهما عيشت، حبيبتي إلى آخر العمر زوجك مدير المدرسة سعودي 2023».
حكاية قصة الحب
أثارت الرسالة إعجاب الكثيرين، وهو ما دفع «الوطن»، لكشف القصة، وبحسب حديث الابنة «إيمان»، قالت عن قصة حب والديها، «أبي وأمي تزوجا زواجًا تقليديًا، بدأ من عند خالتي التي كانت زميلته في المدرسة، لما عزمته على سبوع ابنها، وأول ما رأى والدتي أحبها، وبرغم أنها سافرت إلى دولة الكويت، لكنه ذهب ليتقدم لها، ووافقت والدتي، ولما كانوا بيتقابلوا مكانش بيقول كلام حب كتير، لأنه بحكم أنه مدرس علوم وصعيدي، فكان الحب بالنسبة له كتابته أفضل من قوله».
حديث الزوجة عن الرسالة والزوج
واستكملت الزوجة الحديث، إذ قالت، «كان بيتكسف وخجول جدًا، كان أجمل بكتير مما أوصفه، كانت كل حاجة فينا زي بعض، حتى حروف أسامينا، حتى عيد ميلادنا كان هو عيد ميلاده يوم 27 شهر 12، وأنا عيد ميلادي يوم 20 شهر 1، فكان بينا أيام معدودة، أنا من النوع الصريح إللي بحب أقول كلام الحب، لكنه كان على طول بيترجم الحب، في أنه يكتبه، وأنه موجود مش بيروح شمال ولا يمين من غيري، حتى كان بيجيب لي كل الحاجات الحلوة، وهو جاي، فكنت بقوله أنت أفتكرتني كان يرد بعيون كلها خجل ويقولي أه».
وفاء الحب بين «سعودي وسعاد»
وعن الرسالة، قالت معبرة، «لأنه مدرس وفي آخر أيامه كان مدير المدرسة، كان مشغول ومسئولياته كتيرة، حتى أنا كنت بغير عليه من المدرسة، ففي يوم 15 يناير قبل عيد ميلادي، كتب لي الرسالة وختمها بختم المدرسة، وسابها تحت المخدة، لما صحيت وقرأته أنا عيطت من الفرحة، حسيت أن مش عاوزة حاجة تاني من الدنيا، كلمته وقولت له بحبك، وحتى لو بت في المدرسة أنا مش هزعل، كنت حاسة أن الدنيا كلها فرحانة بيا، كان كفاية عليا منه الجواب».
وفاة الزوج بعد الغداء الأخير
وقاما بعمل عيد ميلاد للزوجة، ثم توفي بعدها بـ4 أيام، تاركًا إرثا من الحب لا يضاهيه كلمات، وعبرت السيدة «سعاد»، «كل اللي أقولك عليه إني كنت بحبه جدًا فوق ما تتخيلي، حتى يوم وفاته مكانش تعبان ومكانش ناسيني كنت عاوزة أكًل سمك فجاب وهو جاي، وكلنا و5 دقائق ومات»، ليتوفى الأستاذ «سعودي» عن عمر 58 عامًا، تاركًا أحمد وإيمان وآيات، الذي عاش عمره كله لهم ومعهم.
حديث الابن عن والده
قال أحمد، ناشر الرسالة، وابن «سعودي»، لـ«الوطن»، «بابا الله يرحمه كان بيحب ماما بينه وبين نفسه، أنا فهمت طبع والدي إنه كان بيعبر بالأفعال كان حافظ تفاصيل ماما، إللي مزعلني اني مش هشوفه تاني والله وحشني جدًا، كان طيب ولا عمره ساب حد فينا من بعده الدنيا ضلمت وأمي حبيبتي في قمه حزنها، الله يرحمك يا أبي».