علاقات و مجتمع
«وجوه حمراء من شدة البرد وملابس مبللة ومتجمدة»، تلك الحالة تصف مجموعة من الأطفال على إحدى البحيرات المتجمدة في السويد، يغوص الأطفال في مياهها الباردة تحت الصفر، ليس من أجل الجرأة أو الضحك، ولكنه تدريب حيوي للبقاء على قيد الحياة، يقوم به العديد من أطفال المدارس السويدية، وعلى الرغم من أن تلك الطقوس أدت إلى وفاة 16 شخصًا في عام 2021 بعد سقوطهم في الجليد، وفقًا لجمعية إنقاذ الحياة السويدية، إلا أنها مازالت مستمرة في العديد من الدول الأوروبية.
تعليم الاطفال مهارات البقاء على قيد الحياة
وفي محاولة لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع وضع محفوف بالمخاطر مثل السقوط في بحيرات الجليد المتجمدة في ظل الطقس شديد البرودة، قدمت مدرسة فاكسمورا في بلدية سولينتونا في مقاطعة ستوكهولم ما يسمونه isvaksovning، أو «تمرين حفرة في الجليد»، وفقا لموقع صحيفة مترو البريطانية.
وخلال التمرين يتناوب 40 تلميذًا من المدرسة، البالغ عدد طلابها 750 طالبًا على غمر أنفسهم في المياه الباردة كل يوم لمدة ثلاثة أسابيع، ويساعد هذا التكرار أجسامهم على التأقلم وتقليل آثار صدمة الماء البارد، ويعتبر التمرين إنجازا شخصيا لبعضهم، منهم سيري فرانزين البالغة من العمر 11 عامًا، التي بقيت دقيقتين ونصف تحت الجليد قبل أن تسحب نفسها للأعلى، محطمة الرقم القياسي التمرين.
وقالت كيت ستريلز، بطلة سباحة الجليد التي تسابق بانتظام في المياه المتجمدة في حوار لها مع صحيفة «مترو»، إنّ الوصول إلى الماء البارد يمكن أن يكون صعبًا ولكنه مبهج، «أغمر نفسك في الماء مثل هذه صدمة إذا لم تكن معتادًا على ذلك حينها ستكون كل درجة كأنها أقل من خمس درجات، مع الوقت تصبح متأقلمًا»
وأضافت «الوصول إلى درجة الصفر يجعلك تشعر بالبرودة الشديدة، وتخدر أصابع يديك وأصابع قدميك كثيرًا، إنه شعور فريد ومميز، والتأقلم هو السبب الذي يجعل الأطفال في السويد يفعلون ذلك مرات عديدة، وسوف يسخنون أنفسهم ببطء بعد ذلك ليبقوا آمنين».
التعامل مع الأطفال بعد الخروج من البحيرات المتجمدة
وحسب وصف «ستريلز»، بعد السقوط في الجليد عندما تنخفض درجة حرارة الجسم حتى عندما تكون خارج الماء يمكن أن يكون خطيرًا جدا، لكن تحصل على ضجة ودفء طبيعي عند الخروج لكنه يأتي تدريجيا.
وخلال التمرين يسقط المراهقين والأطفال من خلال ثقب في الجليد في إحدى بحيرات السويد البالغ عددها 100000، وتظهر الصدمة والخدر على وجوههم بينما تتكيف أجسادهم مع ظروف التجمد، ويجد الشخص المغمور بالمياه صعوبة كبيرة في العودة إلى الجليد والخروج من الماء، أثناء الغوص تسبب لهم درجات الحرارة المنخفضة تغيرات كبيرة في التنفس، عندما يدخل الجسم الماء البارد، تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى تغيرات جذرية في التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم، كذلك يصابون باللهاث المفاجئ والتنفس السريع وحدهما إلى زيادة خطر الغرق، لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال إلى تعلم كيفية التعامل مع الصدمة الباردة في بيئة آمنة وخاضعة للإشراف.
وبعد التمرين يساعدهم مدرس صالة الألعاب على الخروج من البحيرة بحبل متصل بأجسادهم، يقدم التشجيع ويعلمهم الأطفال كيفية تنظيم تنفسهم، وهو تمرين اختياري شائع في بلدان الشمال الأوروبي، يتعلم فيه الطفل التنفس في المياه.
بينما يتسبب الماء البارد في إصابة الجسم بالصدمة، بغض النظر عن ما يرتديه الطفل، أو مدى ثقل حقيبته المدرسية، فمن الأهمية بمكان القيام بتنظيم أنفاسهم إذا اصطدموا بمياه جليدية، ومعرفة كيفية الوصول إلى بر الأمان بسرعة، وبعد الانتهاء من التمرين، يغير الأطفال ملابسهم بسرعة ويدفئون أنفسهم حول النار، يقومون بتمارين الإحماء بشكل صحيح بعد ذلك ليخفف من خطر الإصابة بنزلات البرد، بحسب الصحيفة البريطانية.