02:20 م
السبت 28 ديسمبر 2024
كتب- محمد قادوس:
أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يواجهون أوقاتًا يشعرون فيها بأنهم مختنقون، وأنهم لا يعرفون سبب هذا الشعور، مما يسبب لهم حالة من التوتر والقلق، لافتة إلى أنه في مثل هذه الحالات، يجب على الإنسان أن يتذكر أن هناك إشارات في القرآن الكريم والسنة النبوية التي توجهه إلى كيفية التعامل مع هذه المشاعر.
وأضافت عوف، فى تصريحات خاصة لمصراوي: أول ما يجب أن يتذكره المسلم في هذه اللحظات هو أن الله سبحانه وتعالى يختبرنا في حياتنا، وأن هذه المشاعر قد تكون نتيجة للتحديات اليومية أو من تأثيرات ضغوط الحياة، وقد جاء في القرآن الكريم ما يعيننا في مثل هذه الأوقات، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (الشرح: 6)، وهي آية تبين أن بعد العسر يأتي اليسر، وأن الضيق سيعقبه الفرج بإذن الله.
وتابعت: “كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين في حديثه عن كيفية التغلب على مشاعر القلق، حيث قال في الحديث الصحيح: ‘مَن لَزِمَ الاستغفارَ جعلَ اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا’، وهنا نجد أن الاستغفار هو مفتاح الراحة النفسية، إذ ينقلب الضيق إلى فرج والهم إلى طمأنينة.”
وأكدت أن أداة أخرى يجب أن يلتزم بها المسلم في مثل هذه المواقف هي الدعاء فهو سلاح المؤمن في مواجهة أي حالة نفسية أو ضيق، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ‘الدعاء هو العبادة’، وما أجمل أن نتوجه إلى الله في لحظات الضيق بطلب الفرج والسكينة.
وأشارت إلى أن القرآن الكريم يوجهنا إلى الاستعانة بالصبر والصلاة، حيث قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة) (البقرة: 153)، مؤكدة أن الصبر على البلاء والتوجه إلى الصلاة يساعدان في تهدئة النفس والتخفيف من مشاعر الهم والقلق.
وختمت حديثها بنصيحة قائلة: “إذا شعرت بالخنقة أو الضيق، فلا تيأس ولا تنسَ أن الله معك دائمًا، وأنه سبحانه وتعالى قادر على تغيير حالك في لحظة.. عليك أن تتوجه إلى الله بالدعاء، وأن تلزم الاستغفار، وأن تذكر دائمًا أن مع العسر يأتي اليسر”.