صحة
يتجِّه كثيرون للاستحمام فور الرجوع من الشمس، خاصة في فصل الصيف، بحثًا عن انتعاش فوري بعد التعرض للحرارة المرتفعة، إلا أن هذه العادة التي تبدو طبيعية قد تشكِّل خطرًا صحيًا غير متوقع، وأضرار الاستحمام بالماء البارد بعد التعرض الطويل لأشعة الشمس تتنوع بين هبوط في الدورة الدموية، والتهابات جلدية، وصولًا إلى فقدان الوعي، وفي السطور التالية نستعرض لك تفاصيل المخاطر وكيفية التعامل الآمن مع الجسم بعد حرارة الشمس.
احتمال حدوث صدمة حرارية
أوضح الدكتور إسلام رشاد، استشاري الأمراض الباطنية، أن الفارق الكبير بين درجة حرارة الجسم المرتفعة نتيجة التعرض للشمس والماء البارد قد يؤدي إلى صدمة حرارية مفاجئة، وأضاف أن الجسم عند تعرضه للشمس يتمدد فيه تدفق الدم نحو الجلد لتبريده، وعند ملامسة الماء البارد فجأة تنقبض الأوعية الدموية سريعًا مما يؤدي إلى اضطراب حاد في الدورة الدموية.

تأثير مباشر على القلب والدماغ
وأشار رشاد إلى أن هذه الصدمة قد تؤثر مباشرة على القلب لدى مَن يعانون من أمراض مزمنة، كما قد تؤدي لانخفاض حاد في الضغط، وتسارع أو تباطؤ في ضربات القلب، وقد تصل في بعض الحالات إلى فقدان مؤقت للوعي أو صداع شديد نتيجة تأثيرها على الأعصاب الطرفية.
التهابات جلدية وحساسية
في السياق نفسه، أكدت الدكتورة منى العربي، أخصائية الأمراض الجلدية، أن الاستحمام بماء شديد البرودة بعد الشمس مباشرة قد يؤدي إلى التهابات سطحية في الجلد، خاصة لمن لديهم بشرة حساسة أو تعرضوا لاحمرار أو حروق شمس مسبقًا، مضيفة أن التغير المفاجئ في درجة حرارة الجلد قد يُسبب ما يشبه «حروق البرد»، وهي تهيجات قد تكون مؤلمة وتحتاج لعلاج موضعي سريع.

خطوات وقائية لتجنب الضرر
ونصحت العربي بعدم التسرع في الاستحمام بعد العودة من الخارج، مشيرة إلى أهمية الراحة في الظل لمدة 15 إلى 20 دقيقة، وتناول سوائل باردة تدريجيًا، ثم استخدام ماء فاتر في البداية قبل الانتقال لماء أبرد بالتدريج، كما شددت على تجنب رش الماء على الرأس أو الصدر مباشرة في البداية.
