علاقات و مجتمع
تشعر وكأنك تستنشق رائحة القهوة المصنوعة على «الكانون»، وحبات القمح المخبوزة داخل أفران الطين، ومياه رطبة تحويها الـ«قُلل» أشجار تحيطك بكل مكان تحتضن عشرات الطيور التي تضج أصواتها مع كل صباح، وفواكه طازجة تبدو كأنها لوحد مرسومة، وسط أراضٍ زراعية كبيرة، مشاهد ترصد كل ما هو جميل في الريف المصري في عيد الفلاح، حاول محمد ناصر توثيقها منذ عدة سنوات من خلال عدة لقطات مصورة تأخذك لعالم خالٍ من صخب العاصمة وضغوط الحياة.
في عيد الفلاح.. «محمد» يوثق حياة سيدات الريف
يخرجن من بداية النهار حامليات على ظهورهن وجبات الفطار لأولادهن وأزواجهن، وكميات من القمح والدقيق لخبز الرقائق الطازجة، يتناولن الطعام سويًا قبل إشعال النيران لتناول كوب من الشاي لتبدأ كلٌ منهن عملها بالحقول، ربما حصد الفواكه والخضروات، أو يعزقن الأراضي الزراعية، وربما يساعدن أزواجهن، أمور كثيرة تقوم بها سيدات الريف، حاول «ناصر» توثيقها في صور ولقطات منذ أكثر من 8 سنوات.
في عيد الفلاح.. «محمد» يوثق حياة سيدات الريف
داخل قرية أتميدة بميت غمر في محافظة الدقهلية، كل يوم هو عيد للفلاح، وليس في يومه فقط، فحياة الريف البسيطة الهادئة كانت بيئته ومقصده التي يجد فيها ذاته بحسب حديثه لـ«هُن»: «الدنيا هناك بتشجعني أصور وأوثق كل تفصيلة، حواليا حضرة وزرع واتكيفت مع البيئة دي، وهناك بحس بالراحة نفسية بعيد عن الدوشة والتعامل مع الأشخاص».
على الرغم من تخرجه في كلية التجارة بجامعة الزقازيق، وجد «ناصر» غايته في التصوير منذ 2015، وقرر التركيز على حياة الريف، وخاصة نساء وأطفال الريف المصري: «بصور طبعًا أماكن كتيرة زي العلمين، والعاصمة، والإسكندرية وغيرها، بس حياة الريف مختلفة خصوصًا مشاهد الأمهات والسيدات، اللي الحياة الطبيعية مرسومة على وشوشهم، كل يوم عندهم هو عيد الفلاح، مش مجرد حدث».
لحظات حصد الفواكه والخضروات بأيادي سيدات مصر «الفلاحات» وعزق الأرض الذي ارتبط بالفلاح المصري، ولهم الأطفال بالأراضي الزراعية، أمور تدفع محمد ناصر لتوثيقها في كل مرة: «بحب أظهر الحاجة الحلوة والإيجابية في البلد، وطبعًا ردود أفعالهم بعد ما بصورهم بتكون إيجابية جدًا».