علاقات و مجتمع
جمعتهم الصدفة قبل ما يقرب من 3 أعوام، لكن كل منهما لم يدرك أن تلك الخطوة ستتحول إلى صداقة قوية يومًا ما، ويصبح الشاب العشريني محمد عبد العزيز، سببًا في إدخال السرور لقلب سيدة كورية تدعى «ماما كريمة»، تحب مصر وثقافتها، ويصاحبها للاستمتاع بعديد من المناطق المختلفة في أنحاء الجمهورية، تاركًا بصمة مميزة في قلب صديقته صاحبة الـ62 عامًا، التي شعرت بسعادة عارمة فور تحقيق حلمها بزيارة أرض الكنانة وشعبها الودود.
صدفة جمعت بين «محمد» بصديقته «ماما كريمة»
يدرس الشاب العشريني محمد عبد العزيز بكلية الألسن جامعة أسوان، قسم اللغة الكورية، إذ يستعد للوصول إلى السنة النهائية بالجامعة، وبموجب دراسته نجح خلال السنوات الماضية في تكوين عدة صداقات بأشخاص كوريين، من بينهم السيدة الستينية «Ryoo song hyon»، وتدعى بالعربي «ماما كريمة»، حسبما أسماها الأول.
قبل عامين ونصف العام، تعرف «محمد» عن طريق الصدفة بصديقته الكورية، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وبمرور الوقت تكونت بينهما علاقة صداقة قوية، خاصة بعدما استقبل الشاب العشريني مجموعة من أصدقائها أثناء زيارتهم لمصر، ومن ثم توطدت علاقة الثنائي، «عزمت أصحابها عندي في البيت واتعرفنا على بعض أكتر، بعدها بقينا كل يوم نتكلم سواء رسايل أو فيديو كول».
بمرور الوقت توطدت علاقة الصداقة بين الطرفين، إذ تحرص السيدة الكورية على معاملة «محمد» مثل ابنها الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، فبات يناديها بوالدته، وكذلك تناديه بابنها.
زيارة «ماما كريمة» الكورية لمصر
تخطيط «ماما كريمة» الكورية، لزيارة مصر جاء قبل عدة أشهر، حتى نجحت في الحصول على إجازة من عملها لمدة 14 يوما في نهاية يونيو الماضي، وحتى مطلع يوليو الجاري، إذ تمكنت في النهاية من تحقيق رغبتها في زيارة مصر.
كطبيعة كرم المصريين، قرر محمد عبد العزيز، استقبال صديقته الكورية داخل منزل أسرته، ومن ثم قام بتجهيز جدول زمني لها بمساعدة أحد أصدقائه، كي يسهل عليها زيارة عديد من المحافظات المختلفة داخل مصر، إذ يقول لـ«هن»: «كان مخططي أنا وزميلي اللي عمل معايا الجدول، أننا نخليها مبسوطة فعلا من رحلتها، لأنها ساعدتنا كتير قبل كده من تشجيع على المذاكرة، وأنها تبعت لينا هدايا من كوريا وغيره».
بدأت الرحلة الترفيهية لـ«ماما كريمة» الكورية، من القاهرة مرورًا بكل من، الإسكندرية، بورسعيد، الفيوم، الأقصر، الغردقة، شرم الشيخ، ودهب، إذ استمعت بوقتها بصورة كبيرة وشعرت بسعادة عارمة، وهو ما عبرت عنه في عديد من الصور والفيديوهات التي جمعتها بصديقيها المصريين، واصفة تلك المشاعر في جملة واحدة: «أنا مصرية»، إذ أنها تعلمت نطق عدد من الكلمات بمساعدة «محمد»، وهي: (السلام عليكم – حلو – أنا مصرية – شكرًا – مع السلامة).
«كنت كل ما أنزل محافظة أو أغلب المحافظات اللي نزلناها، فيها ناس محبيين للكوريين والثقافة الكورية، وكنت مرتب معاهم أننا نخليها تتعرف أكتر على المصريين»، حسب حديث الشاب العشريني.