11:37 ص
الأربعاء 21 فبراير 2024
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، عن المقصود بالمشاحن في حديث (ليلة النصف من شعبان)، لافتا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نوّه به، لاستحبابِ عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، ولأنه تُعرض فيه الأعمال.
وقال الفخراني، في تصريح خاص لمصراوي، إنه قد تؤخر مغفرة الذنوب وقت عرض الأعمال لفساد ذات البين والخصام والشحناء، وليلة النصف من شعبان ليلة غفران، قد يحرم من فضلها مشاحن، لما رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهما (وصححه الألباني) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” صححه الألباني.
ولفت الباحث في العلوم الشرعية والإسلامية إلى أنه قد اختلف أهل العلم في المقصود بالمشاحن، مبيناً:
هو عند الأصبهاني في الترغيب والترهيب: “التارك لسنة نبيه -صلى اللّٰه عليه وآله وسلم- الطاعن على أمته، السافك لدمائهم”.
وعند الطبراني في ( الدعاء ) : الْمُشَاحِنُ؛ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِنُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ
وللأوزاعي قوله: “أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة”.
أما عند ابن الأثير في ( النهاية في غريب الأثر ) : المشاحن هو المعادي؛ والشحناء: العداوة، والتشاحن: تفاعل منه
والأخير- حسب رأي الفخراني – هو الأصوب ، ويعضده:
ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء”.
وما رواه البيهقي في شعب الإيمان ، والبزار في مسنده عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ” ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل شيء إلا رجل مشرك أو في قلبه شحناء”.
وأشار الدكتور عبدالرحمن إلى أن الشحناء غير الهجر والاعتزال، وقد يلجأ إليهما المسلم لضرورات، قد يكون من بينها إصلاح ذات البين، فقد روي عن عمر بن الخطاب قال: اعتزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى مشربة شهرا حين أفشت حفصة إلى عائشة الذى أسر إليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم.
أما الهجر فجائز، وبضوابط الشرع، وفيه يقول المناوي في (فيض القدير): “ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه في الإسلام فوق ثلاث من الأيام، إلا لمصلحة دينية، كما دلت عليه أخبار وآثار
وفيه كذلك ما نقله ابن عبد البر في (التمهيد) من إجماع العلماء على عدم جواز الهجر فوق ثلاث، إلا لعذر شرعي كالإضرار بالدين، فقال ما نصه: “وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه أو يولد به على نفسه مضرة في دينه أو دنياه.
ويذكر الغزالي في (إحياء علوم الدبن): أن الهجر فوق ثلاث جائز في موضعين:
أحدهما: أن يرى فيه إصلاحاً للمهجور في الزيادة.
الثاني: أن يرى لنفسه سلامة فيه.
والشاهد، يقول الفخراني في حديثه لمصراوي، أن القطيعة مع أحد المسلمين – بقيودها وضوابطها الشرعية – لا تكون سببًا في حرمان المغفرة، إلا أنه يتقاضانا مبدأ الفضيلة الإنسانية أن نشمل الناس جميعا برحمتنا، ونسبغ ثوب عفونا وصفحنا، وننشر جناح رحمتنا ومحبتنا على الإنسانية كلها، برها وفاجرها.
اقرأ أيضًا:
بعد زنا رجل بابنة زوجته.. هل يجوز شرعًا الزواج بابنة الزوجة بعد الطلاق؟
هل يجوز لمن مات أن يؤدي له أقاربه الصلوات التي تركها؟.. داعية يوضح