صحة
يختلف وقت الاستيقاظ من شخص لآخر على حسب أولوياته، وجدول حياته، لكن ماذا لو قررت أن تستيقظ في الخامسة صباحًا لمدة أسبوعين؟
وفقًا للعديد من الدراسات الحديثة، يترتب على هذه العادة آثار متنوعة على الصحة الجسدية والعقلية، وتعود هذه التأثيرات إلى تأثير الساعة البيولوجية للجسم التي تتحكم في العديد من العمليات الحيوية.
التأثيرات الجسدية لاستيقاظ الخامسة فجرًا
– نظام المناعة
يؤدي الاستيقاظ المبكر إلى تقوية جهاز المناعة بشكل غير مباشر، إذ إن النوم الكافي يرتبط بإنتاج الخلايا المناعية بشكل طبيعي، ووفقًا لما نشرته منظمة اليونيسيف، فإن النوم الجيد، والذي يعتمد على ساعة بيولوجية منتظمة، يساعد في تحسين قدرة الجسم على محاربة الأمراض، لذا، فإن استيقاظك المبكر لمدة أسبوعين يمكن أن يساهم في تقليل فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.
– تحسين صحة القلب استنادًا إلى تصريح الدكتور علاء الغمراوي أخصائي القلب والأوعية الدموية، الذي قال إن الاستيقاظ المبكر يمكن أن يساهم في تنظيم ضغط الدم وتحسين صحة القلب بشكل عام، حيث إن النوم المبكر والتوقيت المنتظم يؤديان إلى تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية، فالاستيقاظ في وقت مبكر يعزز صحة الأوعية الدموية، إذ إن التوقيت المنتظم للنوم واليقظة يساهم في توازن إفراز الهرمونات التي تؤثر على ضغط الدم.
– تعزيز الأيض وحرق الدهون
تعمل الساعة البيولوجية على تنظيم عملية الأيض، ما يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون بشكل أكثر كفاءة، وحينما يستيقظ الشخص في وقت مبكر، فإن الجسم يشرع في العمليات الحيوية مبكرًا، وبالتالي يبدأ في حرق السعرات الحرارية من اللحظات الأولى للنشاط، وعلى مدى أسبوعين، يمكن لهذا التغيير أن يساعد في فقدان الوزن وتحسين مستويات الطاقة.
– تحسين نوعية النوم في الليل
من الأثر المثير للاستيقاظ المبكر هو تحسين نوعية النوم خلال الليل، وعلى الرغم من أن الشخص قد يشعر في البداية بالتعب، إلا أن جسده يبدأ في التكيف مع الروتين الجديد، ومع مرور الوقت، تصبح ساعات النوم الليلية أعمق وأكثر انتعاشًا، ما يعزز جودة الراحة التي يحصل عليها.
التأثيرات النفسية والعقلية للاستيقاظ المبكر
– التحسن في المزاج
تشير الدراسات، إلى أن الاستيقاظ المبكر يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، ما يساعد على تحسين الحالة النفسية والمزاجي، وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يبدؤون يومهم في وقت مبكر، يميلون إلى الإحساس بالتحفيز والإيجابية أكثر من أولئك الذين يستيقظون في أوقات متأخرة، ويساهم الاستيقاظ المبكر في شعور الشخص بالإنجاز منذ اللحظات الأولى من اليوم، ما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية.
– زيادة التركيز والإنتاجية
يؤدي الاستيقاظ المبكر إلى زيادة مستويات التركيز والإنتاجية طوال اليوم، ما يجعل الأشخاص قادرين على إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر فعالية، حيث أشارت الدكتورة صفاء حمودة استشاري الطب النفسي، إلى أن الأشخاص الذين يبدؤون يومهم في وقت مبكر يميلون إلى اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق إنجازات أكبر خلال ساعات العمل، فالمستوى المرتفع من التركيز يكون أكثر وضوحًا في الساعات الأولى من اليوم.
– التأثيرات السلبية المحتملة
بحسب الدكتور علاء الغمراوي، هذا التغيير قد يسبب مشكلات صحية لبعض الأشخاص مثل زيادة التوتر أو مشاكل في النوم، خصوصًا إذا لم يتبعوا روتينًا صحيًا يتيح لهم النوم الكافي ليلًا، ففي بعض الحالات، قد يصاب الشخص بالأرق إذا كانت ساعات النوم اليومية غير كافية، ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأداء العقلي والجسدي.
وأوضح «الغمراوي»، أنه قد يؤدي التغيير المفاجئ في ساعات النوم إلى تأثيرات غير مرغوب فيها، خصوصًا إذا لم يتم التوازن بين الاستيقاظ المبكر والنوم الكافي، فالتأثيرات على صحة القلب تكون مباشرة عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من الراحة الليلية، لذا من المهم أن يدمج الأشخاص هذه العادة ضمن روتين صحي يشمل التغذية السليمة والنوم الكافي.
وأضاف الدكتور علاء، أن الاستيقاظ في ساعات مبكرة، إذا كان يصاحبه نوم غير كافٍ في الليل، قد يسبب مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول.
التأثير على الهرمونات والعقل
– التوازن الهرموني
من التأثيرات المهمة للاستيقاظ المبكر هو تأثيره على التوازن الهرموني، فيؤدي الاستيقاظ المبكر إلى إعادة ضبط الساعة البيولوجية، ما يساهم في تنظيم إفراز الهرمونات الحيوية مثل الكورتيزول، الأدرينالين، والميلاتونين، ويعمل الكورتيزول على زيادة اليقظة والنشاط في الصباح، بينما يساعد الميلاتونين في تعزيز النوم خلال الليل، فالتوازن بين هذه الهرمونات يسهم في تحسين الصحة النفسية والبدنية على حد سواء.
