ماذا حدث لـ أمح الدولي قبل وفاته؟.. تفاصيل اللحظات الأخيرة

توفي محمد أحمد عبدالغني، أو كما يعرفه الجميع بـ«أمح الدولي»، اليوم، بعد صراع طويل مع المرض، ليخسر معركته الأخيرة ضد التدهور الصحي، أشهر المشجعين للنادي الأهلي، أصيب في البداية بكسر في فقرات العمود الفقري مما تسبب في سلسلة من المشكلات الصحية الأخرى، منها التهاب رئوي حاد وجلطات دماغية، وبعد دخوله المستشفى، تعرض لتسمم في الدم إثر العملية الجراحية التي خضع لها، ولم يكن هذا المرض الوحيد الذي عانى منه، بل ترافق مع مجموعة من المضاعفات التي أثرت على حالته بشكل كبير، وهو ما أدى في النهاية إلى وفاته المفاجئة.

وأكدت شقيقة أمح الدولي أنّه كان في حالة حرجة قبل وفاته، حيث تم وضعه في غرفة العزل في الرعاية المركزة نتيجة لتدهور صحته بشكل مفاجئ، ورغم محاولات العلاج، فإنّ الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذه بعد أن أصيب بتسمم في الدم، وهو ما كان له تأثير كبير على وظائف الجسم.

ما هو تسمم الدم؟

تسمم الدم، المعروف أيضًا بتعفن الدم، هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما يدخل التهاب إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة، ويمكن أن يحدث هذا نتيجة التهابات رئوية أو بولية أو جروح ملوثة، وحسب منظمة الصحة العالمية، يُعد تسمم الدم من أخطر الحالات الصحية التي تؤدي إلى وفاة آلاف الأشخاص سنويًا إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وبطريقة صحيحة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن  تسمم الدم يُسبب عادةً بكتيريا أو فطريات نشطة في الدم، ويؤدي إلى مجموعة من الأعراض منها صعوبة التنفس، والألم الشديد في البطن، واضطراب ضربات القلب، وأحيانًا انخفاض درجة حرارة الجسم، كما أضافت أنّ الأطفال وكبار السن والذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الدم.

الأعراض والعلاج

تؤكد التقارير الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أنّ أعراض تسمم الدم عند الكبار تشمل الشعور بصعوبة في التنفس، ألم بالبطن، قلة التبول، والتعرق الشديد، ومع تطور الحالة، قد يُصاب المريض بانخفاض ضغط الدم، ما يعرضه إلى خطر شديد، وفي بعض الحالات، يؤدي تسمم الدم إلى فشل الأعضاء أو الوفاة إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب.

ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة المصرية أن تسمم الدم يشكل تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 30 مليون شخص يصابون بتسمم الدم سنويًا حول العالم، ويؤدي إلى وفاة نحو 11 مليون شخص. 

وأشارت في تقرير لها إلى أنّ تسمم الدم يُعد من الحالات الطبية الحرجة التي تشكل تهديدًا كبيرًا على حياة المرضى، وأكدت الوزارة على ضرورة التعامل السريع والمبكر مع هذه الحالات لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة.

تفاعل الجسم مع التهاب حاد في الدم

وأوضحت الوزارة أن تسمم الدم يحدث نتيجة لتفاعل الجسم مع التهاب حاد في الدم يمكن أن يكون ناتجًا عن بكتيريا أو فطريات، وقد يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الأعضاء إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري.

كما أكدت وزارة الصحة على أهمية استخدام المضادات الحيوية بشكل سريع وفعّال لمكافحة العدوى المسببة للتسمم الدموي، إضافة إلى ضرورة تلقي العلاج بالأوكسجين والاهتمام بتقديم السوائل الوريدية لدعم ضغط الدم ووظائف الأعضاء الحيوية.

وأشارت الوزارة أيضًا إلى أهمية الرعاية المركزة في حالات تسمم الدم الشديدة، حيث يتم مراقبة الحالة عن كثب وتقديم العلاجات اللازمة في بيئة طبية مجهزة بشكل كامل.

كما دعت وزارة الصحة إلى ضرورة الوقاية من العدوى المسببة لتسمم الدم من خلال اتخاذ إجراءات صحية وقائية مثل التطعيمات ضد الأنفلونزا والسحايا والمكورات الرئوية، مع التشديد على أهمية اتباع إرشادات النظافة الشخصية والابتعاد عن الممارسات التي قد تعرض الأشخاص للإصابة بالعدوى.

وبعد رحلة صحية طويلة مليئة بالأزمات، رحل أمح الدولي اليوم، ليترك خلفه ذكرى حية بين مشجعي النادي الأهلي، فتدهورت حالته بسبب عدة مشاكل صحية تزامنت مع إصابته بتسمم في الدم، ليكون هذا المرض القاتل سببًا رئيسيًا في وفاته بعد معركة طويلة مع الألم.