علاقات و مجتمع
«يا كمال يا كمال.. كان عايش والله».. كلمات اعتصرت قلوب كل من وقعت على أذنيه، فكانت أبرز ما علق بالأذهان منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الدموي على أبناء غزة، لطفل لم يتجاوز الـ15 عامًا بعد، وهو يجلس على كرسيه المتحرك مودعًا أشقاءه بعد استشهادهم، في مشهد إنساني لم يغب عنا، وربما لن نعتاده في كل مرة يتُداول مقطعه الذي لم يتجاوز بضع دقائق، إذ تصدر الطفل كمال أبو طير، مواقع التواصل الاجتماعي.
في مقطع مقتضب، ظهر الطفل كمال أبو طير، على كرسي متحرك وملامح الحزن والحسرة على وجهه، ينهار باكيًا على فراق شقيقه «فراس» بعدما استُشهد مختنقًا تحت الأنقاض، إثر امتلاء فمه بالحجارة، وشقيقه الثاني «أحمد» ليصرخ قائلًا: «نده عليا يا كمال يا كمال.. كان عايش والله»، قبل أن تُثار الشائعات حول استشهاد «كمال» أيضًا، إلا أنّ عمه نفى الأمر في وقت سابق لـ «الوطن».
ماذا حدث لـ صاحب فيديو «يا كمال» بعد شهر من العدوان؟
وخلال الساعات القليلة الماضية، ظهر الطفل كمال، صاحب المقطع الشهير، مُجددًا على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مقطع فيديو جديد يبث روح الأمل، وهو يسرد كواليس ما تعرض له.
وظهر الطفل كمال أبو طير، وهو بصحة جيدة دون الكرسي المتحرك، مع استمرار «الجبس» في ذراعه، كاشفًا ما حدث له وأشقاؤه: «كنت نايم يومها صحيت على صوت دبة، فجأة لقيت أخويا تحت الحجارة وفي فمه حجارة كتير، فضلت أصوت مش عشان الناس تنقذني بس عشان أرد على أخويا ويعرف أني جنبه».
«كمال» يفقد اثنين من أشقائه في حرب غزة
لم تمر دقائق إلا ووجد الطفل نفسه بالمستشفى: «فتحت عيني لقيت نفسي في المستشفى، وقالوا لي أخواتك بخير قبل ما أعرف الحقيقة».
رضا بقضاء الله وقدره، ظهر به الطفل كمال في نهاية حديثه: «الحمد لله ربنا يرحمهم، أخويا أحمد 14 سنة، وفراس 10 سنوات شهداء عند الله».