علاقات و مجتمع
بزي التخرج والشال الفلسطيني، شباب وبنات يقفون سويًا، يغنون بسعادة في ساحة جامعتهم، بعدما أنهوا مسيرتهم العلمية، إذ استطاعوا الحصول على شهادة التخرج بتفوق، لكن بلا حول لهم ولا قوة، باغتتهم قوات الاحتلال لتقصف فرحتهم فور اليوم الأخير من حفلهم، لتُدفن أحلامهم ومستقبلهم بجوار أجسادهم التي قُتلت، ليصبحوا مفقودين تحت الأنقاض، لكن ذكراهم باقية.
مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار تعاطف الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يوثق فرحة مجموعة من الخريجين في قطاع غزة، وهم يحتفلون بنجاحهم، ولكن بعد يوم واحد من تخرجهم، بدأ جيش الاحتلال حربه على كل المناطق، لينال معظمهم الشهادة في سبيل القدس، تاركين خلفهم خطط المستقبل والشهادات الجامعية.
«غدير» خريجة فلسطينية تروي مأساة فقدان زملاء جامعتها
تحكي غدير ماهر، التي تخرجت في كلية التربية الرياضية جامعة الأقصى في فلسطين، وتعيش بمدينة خان يونس، أن حفلة التخرج كانت على مدار أسبوعين، الأول كان عبارة عن تدريب للطلاب، والآخر كان الأداء، ولكن لم يمض الكثير حتى استشهد عدد لا حصر له منهم: بحسب حديثها لـ«هن»: «24-9 كان أول يوم تدريب، والحفل الرسمي بدأ 2-10، واستمر 5 أيام من الاثنين وحتى الجمعة، والسبت 7-10 اتلغى آخر حفل بسبب الحرب، واستشهد عدد كبير من زملائي بسبب قصف منازلهم».
روت ابنة غزة، أن هناك العديد من الجامعات التي تضررت بشكل كبير نتيجة الغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، منها جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية: «الناس كانت مبسوطة بالحفل فوق الخيال ناس بسيطة بتحب تفرح بأقل شيء وشايلة بعيونها حزن الدنيا كلها، لكن فرحتهم ما كملت، وحتى المصورة اللي وثقت لقطات لينا اتقصفت واستشهدت».
مستقبل «غدير» قبل وبعد الحرب على غزة
أوضحت «غدير» في حديثها لـ«هن»، أن جيش الاحتلال دمر أحلامها وطرحها أرضا كما الأنقاض والركام، وفرق شمل أسرتها، إذ كان لديها الكثير من الأهداف لتحقيقها، ولكن لم يشأ القدر أن تكون واقعًا، وفقا لها: «غزة أصبحت رماد وانمسحت، وليا 5 عائلاتيتي قُصفت بيوتهم، وكل اللي شفتوه بالسوشيال ميديا شيء والواقع شيء تاني، وأكتر من نص غزة نازحين بالمدارس ومالها مأوى».
وتابعت «غدير» عن أحلامها التي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تدميرها لقطاع غزة: «كنت بحلم بكتير شغلات بعد تخرجي، أولها إني افتتاح نادي رياضي نسائي، واستنيت أخلص الحفل وأبدا شغلي، وشاءت الظروف وإلى الآن ما افتتحنا»