08:05 م
الأحد 22 سبتمبر 2024
كتب – علي شبل:
أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، على شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مستشهدًا ببعض الأمور التي حدثت بعد العهد النبوي وان اقرارها من العلماء والتابعين.
وفي توضيحه لشرعية الاحتفال بالمولد النبوي، قال لاشين: ان قال أحدهم ان الاحتفال بمولد النبى بدعة … فقل له: نهى النبى الصحابة عن كتابة الحديث الشريف قائلا : (لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) فالتزم الصحابة الأمر … وبعد 150 عاما جمع الأمام مالك احاديث رسول الله فى كتابه المعروف (الموطأ) وتلقته الأمة بالقبول.. فهل فى ذلك بدعة؟ أم مصلحة للأمة ؟ …ثم بعد 200 عاما اخرج لنا البخارى ومسلم صحيحيهما وتلاهما علماء الحديث امثال الترمذى والنسائى وابو داوود وغيرهم … اليس ذلك من مقاصد الشريعة؟
وتابع لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: القرآن نفسه لم يتم جمعه فى مصحف واحد فى عهد النبى ..وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى حدثت معركة اليمامة واستشهد العديد من حفظة القرآن ففكر الخليفة الراشد ابو بكر بجمع القرآن وتم ذلك بالفعل حتى تم نسخه فى عهد الخليفة الراشد عثمان وتم توزيعه على الامصار الأسلامية ليظل محفوظا فى الصدور وبين السطور.
ولفت لاشين إلى أن الصحابة لم ينقطوا المصحف الشريف ولا شكَّلوه، ولا بينوا عليه علامات الوقف والتجويد، ولا ألفوا الكتب في علم القراءات، ولا نظَّموا المسابقات المحلية والعالمية في تلاوة القرءان الكريم، مضيفا: فهل يقتضي ذلك أننا نحب القرآن أكثر منهم؟! قطعًا لا، لكن برزت الحاجة إلى ذلك عندما كثر دخول الأعاجم في الإسلام وخشي عليه من اللحن والتحريف، واتسعت رقعة بلاد الإسلام بالفتوحات وقل القراء في الأمصار البعيدة. وعندما قلت في القرون المتأخرة العناية بالقرآن الكريم وحفظه برزت الحاجة لمعالجة ذلك فاستحسن المسلمون تنظيم مسابقات محلية وعالمية في حفظ القرءان الكريم ترصد لها جوائز معنوية ومادية عظيمة تكون دافعًا ومشجعًا للأمة على زيادة العناية بالقرءان الكريم وحفظه.
وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن الدافع الشرعي لعمل أمور لم تكن موجودة في عهد النبي ﷺ هو الحاجة، ومصلحة العباد، ففى الآونة الأخيرة تحتفل مكة بغسل الكعبة وكسوتها كل عام وفى الحج يتم الطواف من الدور الثانى منعا للتزاحم وراحة للحجيج وهذا لم يكن فى عهد الصحابة.
وتابع لاشين: نخلص من هذا أن الحاجة إلى إحياء سيرة النبي ﷺ عند ذكرى ميلاده برزت عندما مرت قرون على انتقاله، وقل الذين يذكِّرون الناس به، وكثرت المشاغل عنه، وكثرت الفتن في أمته ﷺ. وزاد التطاول على جنابه العالى من المبغضين للدين.
وأشار لاشين إلى أن أبوبكر وعمر لم يجمعوا المسلمين في صلاة التهجد ولم يؤلفوا كتبا للقضاء والفقه والحديث والتفسير والنحو والبلاغة وغير ذلك ..ولم يأمرا بأذانين للجمعة فلماذا نفعل ذلك الآن؟؟ فتركهم لا يعني حراما ولا ممنوعا ..تركوا لنا مصادر للشريعة تصلح إلى قيام الساعة ..الترك مباح والاستنباط من الدين والقياس من الدين وما أجمع عليه المسلمون فهو عند الله حسن … والأمة لا تجتمع علي ضلالة …. فالامة اجمعت علي جواز ذالك فى اطار الشرع والآداب المحمدية .
وختاما، يقول لاشين: كنت أتمنى من المعارضين للاحتفال بمولد الهادى أن يعارضوا فقط طريقة واسلوب الاحتفال على أن تكون فى الأطار الشرعى وتكون فى المسجد كما تفعل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف فى مصرنا الحبيبة …وليس معارضة بالحكم على من يفرح بميلاده يكون مبتدعا.
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: افرحوا بالمولد النبوي الشريف و لا تتركوا مجالا لشياطين الإنس أن يسرقوا من قلوبكم الحب و الفرح بسيدنا رسول الله ﷺ فمن يريد أن يحتفل بمولده ﷺ لا يحتاج إلى أدلة و إنما يحتاج إلى قلب شغوف قلب يلتهب ويحترق بحب المصطفى.
اقرأ المزيد:
ما حكم الصلاة بالفانلة الحمالات في الحر الشديد؟.. أمين الفتوى يجيب
تكفّل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟.. علي جمعة يرد
حكم سجود التلاوة بغير وضوء؟.. الإفتاء توضح