صحة
كشفت دراسة حديثة أن خفض ضغط الدم المرتفع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 15%، وشملت الدراسة حوالي 34 ألف شخص تراوحت أعمارهم بين 40 عامًا وأكثر، وأظهرت أن معالجة ارتفاع ضغط الدم بطرق متعددة، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوقاية من التدهور العقلي، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
علاقة ضغط الدم بالخرف
أُجريت الدراسة على مدى أربع سنوات، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات تناولت أدوية ضغط الدم، وخفضت وزنها، وقلصت تناول الملح والكحول، وقد وجدت أن أولئك الذين اتبعوا هذه الإجراءات كانوا أقل عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بالخرف، ووصف البروفيسور مسعود حسين، أستاذ علم الأعصاب بجامعة أكسفورد، الدراسة بأنها «علامة فارقة» في أبحاث الخرف، مؤكدا أهمية علاج ضغط الدم للوقاية ليس فقط من أمراض القلب، لكن أيضًا من تدهور الدماغ.
التدخل المبكر لعلاج ضغط الدم
أشار الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للأبحاث في جمعية الزهايمر، إلى أن «ما هو جيد للقلب غالبًا ما يكون جيدًا أيضًا للدماغ»، مؤكدا أن هذه النتائج تفتح الأفق نحو تغيير السياسات الصحية لمكافحة الخرف من خلال إجراءات وقائية بسيطة، مثل التحكم في ضغط الدم، وأن الأبحاث تشير إلى أن التدخلات المبكرة في حالة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، قد تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مخاطر الإصابة بالخرف في المستقبل.
مراقبة ضغط الدم
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك ما يقارب 1.28 مليار بالغ يعانون من ارتفاع ضغط الدم حول العالم، لكن نصفهم فقط يتلقون العلاج المناسب، وأوصت الدراسة بضرورة إجراء فحوصات ضغط الدم للأشخاص فوق سن 30 عامًا، بهدف الكشف المبكر عن أي مشكلات صحية، قد تؤدي إلى تطور أمراض مثل الخرف.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن ارتفاع ضغط الدم يُعد من أكثر الحالات الطبية انتشارًا في جميع أنحاء العالم، إذ يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار، ويُعرف بكونه «القاتل الصامت»، لأنه قد يتسبب في تلف الجسم دون أن يُكتشف في البداية، وقد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، من بينها أمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكلى، ومع تقدم الأبحاث الطبية، تبين أن ارتفاع ضغط الدم له علاقة وثيقة بتطور الخرف، وهو مجموعة من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على الذاكرة، التفكير، والسلوك.
ضغط الدم المرتفع
ضغط الدم هو القوة التي يضغط بها الدم على جدران الشرايين أثناء تدفقه عبر الأوعية الدموية، ويُعتبر الضغط الطبيعي عند الإنسان البالغ 120/80 ملم زئبق، وأي قراءة تزيد عن 130/80 ملم زئبق يُعتبر ارتفاعًا في ضغط الدم، وإذا لم يتم التحكم في ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب والكلى.
الخرف وأنواعه
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الخرف من الأعراض المرتبطة بتدهور القدرة العقلية، ويُعتبر مرض الزهايمر، أكثر أنواع الخرف شيوعًا، بالإضافة إلى الزهايمر، ويشمل الخرف أيضًا أنواعًا أخرى مثل الخرف الوعائي، والخرف الجبهي الصدغي، وخرف أجسام ليوي، ومن بين العوامل التي قد تسهم في تطور هذه الحالة، هناك العديد من العوامل الصحية التي يمكن الوقاية منها، مثل ارتفاع ضغط الدم.
كيف يساهم ارتفاع ضغط الدم في تطور الخرف؟
ارتفاع ضغط الدم غير المعالج يمكن أن يتسبب في تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، ما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم، بالتالي تدهور الأنسجة الدماغية، وهذا التدهور يمكن أن يؤدي إلى ضعف الذاكرة والتركيز، ما يعزز خطر الإصابة بالخرف، علاوة على ذلك، يسبب ارتفاع ضغط الدم تصلب الشرايين، ما يعوق تدفق الدم إلى أجزاء مختلفة من الدماغ.
تأثير الوقاية والعلاج المبكر
أكد العديد من الخبراء، بما في ذلك الدكتورة جوليا دادلي من مؤسسة أبحاث الزهايمر في بريطانيا، أن الوقاية خير من العلاج، وأن العلاج المبكر لضغط الدم يمكن أن يساعد بشكل كبير على تقليل العبء العالمي للخرف، مشددة على أن «الوقاية من الخرف تتطلب معالجة العوامل الصحية التي تؤدي إلى تفاقم المرض، مثل ارتفاع ضغط الدم».
طرق الوقاية من الخرف
- مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم، ويُنصح بقياس ضغط الدم بانتظام، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم أو الخرف.
- التغذية الصحية: يجب اتباع نظام غذائي منخفض الملح والدهون، مع زيادة استهلاك الفواكه والخضروات.
- ممارسة الرياضة: يساعد النشاط البدني المنتظم في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية، بالتالي يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
- الابتعاد عن التدخين والكحول: يُعد التدخين وتعاطي الكحول من عوامل الخطر التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمالية الإصابة بالخرف.
- إدارة التوتر: يعتبر التوتر والقلق من العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة الدماغ، ويجب الحرص على تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا.