علاقات و مجتمع
يتعرض بعض الأشخاص لصدمات نفسية، ينتج عنها الإصابة بأمراض خطيرة تؤثر على حياة الفرد وتعيقها، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن الأمر بسيط، إلا أن المرض قد يتطور مع الوقت ويصل إلى مرحلة يصعب فيها الحصول فقط على علاج سلوكي فقد، إذ لابد حينها من استخدام الأدوية، ومن هذه الأمراض ما هو معروف باسم «التعلق المرضي»، وتستعرض «هن» خلال التقرير التالي، أهم أسباب الإصابة به، وأعراضه، بالإضافة إلى الإجابة عن سؤال كيف يمكن التخلص من التعلق المرضي.
كيف يمكن التخلص من التعلق المرضي؟
وفي هذا السياق، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، إن التعلق المرضي هو عبارة عن اضطراب نفسي يعاني منه بعض الأفراد الذين يتعرضون لسلوكيات قهرية، ويفضل المصاب بهذا المرض التقرب من آخر غير مناسب له من كل الجوانب، بداية من الناحية الاجتماعية مرورا بالجانب الأخلاقي والمادي.
وأوضح استشاري الصحة النفسية، أن الإجابة على سؤال كيف يمكن التخلص من التعلق المرضي، يكمن في ضرورة خضوع المريض للفحص الطبي، واللجوء إلى طبيب نفسي متخصص ومناسب، كما أنه في بعض الحالات لا يمكن الاكتفاء بالعلاج السلوكي فقط، وإنما يجب تدخل الجانب الدوائي أيضاً في بعض الأحيان.
أسباب الإصابة بالتعلق المرضي
وتابع «فرويز» خلال حواره لـ«للوطن»، أن الشخص المصاب بالتعلق المرضي يتقبل أي أذى من الطرف الآخر، وأرجع السبب في ذلك يرجع إلى غياب أحد الوالدين في فترة الطفولة بسبب وفاة أو انفصال أحدهما عن الآخر في الماضي، فضلًا عن سوء معاملة الطفل بشكل كبير، لذا فإنه عندما يبلغ يكون أكثر انجذابا للأشخاص التي تشبه عائلته، فينجذب للشخص الذي يهمله، يتجاهله، أو يسئ معاملته، وبالتالي يظل الطفل منذ صغره يعاني من أسرته ثم تنتقل المعاناة معه إلى شريك حياته أو حتى أحد أصدقائه.
وأشار «فرويز» إلى أن تربية الطفل، منذ بلوغه العام الأول تؤثر بشكل كبير على حياته ومستقبله، لذا فإنه من الضروري بالنسبة للأباء والأمهات أن يدركوا مخاطر عدم الاهتمام بطفلهما، بالإضافة إلى أنه من المهم أن يهتموا بالجانب العاطفي واحترام مشاعره قبل الاهتمام به جسديًا، فضلاً عن عدم حصر التربية فقط على الطعام الذي يتناوله والملابس التي يرتديها الطفل، فتربية وبناء شخصيته، تعتبر مهمة أصعب بكثير، وتحتاج إلى عقل ناضج وسوي، وبيئة مناسبة للحياة.
أهم أعراض التعلّق المرضي
أوضح الدكتور جمال فرويز لـ«هن»، أن التعلق المرضي، له العديد من الأعراض المختلفة، نبرز أهمها في السطور التالية:
1- التقليل من احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس.
2- عدم قدرة الشخص على اتخاذ القرارات بسبب ضعف شخصيته.
3- مواجهة صعوبات كبيرة في طريقة التعبير عن نفسه ومشاعره.
4- يتعرض لمشكلات عميقة في التواصل مع الآخرين.
5- الشعور المستمر بالخوف من الهجر والفقدان.
6- الرغبة الملحة في السيطرة على الآخرين.
7- عدم الاهتمام بالاحتياجات الشخصية.
8- الإصابة بالتفكير الزائد في الشريك باستمرار أو التحدث عنه.