علاقات و مجتمع
مصابون لا يجدون مكانًا للعلاج، وأطباء يسارعون الزمن لعلاج المرضى بأقل الإمكانيات المتاحة لديهم في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على طاع غزة، ليس مشهد سينمائي لأحد أفلام الأكشن في هوليود، لكنه حال فلسطين التي تقاوم محتلًا لا يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية ويتقلى بكل جرائمه دعمًا دوليًا، يقتل الصغار والنساء وكبار السن تحت رعاية أمريكية، حتى تحولت ألعاب الأطفال إلى مشاهد تعكس واقعهم بدلًا من اللعب بالطائرات الورقية والألعاب المبهجة لأعمارهم.
في مشهد قاسٍ جسد الصغار في قطاع غزة القصف المتواصل والإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال، بلعبة الشهيد، إذ يسقط منهم شهيد كل بضع دقائق، ومنذ ساعات انتشر مقطع فيديو للأطفال يداوون سبايدر مان الجريح على الأرض، وظهر ذلك عبر مقطع فيديو قصير وثهق المصور الفلسطيني محمد لبد، ونشره عبر صفحته الرسمية على موقع تبادل الصور والفيديوهات القصيرة «إنستجرام».
أطفال فلسطين يجسدون معاناة الشعب والأطقم الطبية
على الأرض سقط سبايدرمان البطل الخارق جريحًا وهو ما يمثل الشعب الفلسطيني المقاوم لآخر نفس، وحوله اجتمع الأطفال يحاولون إنقاذه يعطونه الأدوية من خلال «حقن» يتمنون بها أن يتعافى البطل الملفوف بضمادات بيضاء في أنحاء متفرقة من جسده، هكذا حاول الصغار النازحين وصف الحال في المستشفى الأوروبي في خان يونس شمال غزة، ومحاولة الأطباء علاج المرضى بأقل الإمكانيات الطبية، ووصفوا حال الشعب بلعبة سبايدرمان بأنهم أبطال يقاومون الضرب والقصف المتواصل، وبسبب كثرة الجرحى لا يجدون أسرة في المستشفى إذ يسعف الأطباء بعض الحالات على الأرض، عندما تكون المستشفى مكتظة بالمصابين.
ويصف الصغار بكل برائه، للمصور الفلسطيني محمد لبد، الذي مصور الفيديو المتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، كيف يعالجون لعبتهم قائلين:«هذا سابيدرمان بنعالجه».
لعبة الشهيد
وفي نهايات أكتوبر الماضي بعد أيام من معركة «طوفان الأقصى» عندما اشتد القصف والضرب على قطاع غزة وازداد عدد الشهداء حتى تخطوا الآلاف، انتشر مقطع فيديو لأطفال فلسطين وهم يحملون صاحبهم في قطعة كبيرة من القماش، يسيرون بين أركان المستشفى مرددين جملة: «الشهيد حبيب الله».
وفي هذا الوقت تواصلت «الوطن» مع الفلسطيني محمد حازم المصري، مصور الفيديو، الذي عن تفاصيل اللعبة قائلًا: «البنات الصغيرة كانت متواجدة داخل مستشفى الشفاء في غزة، مع الأهالي النازحين بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم، ولم يعد لديهم مكان يذهبوا إليه، وهما عمرهم ما بين الثلاث والأربع سنوات، وكانوا بيلعبوا لعبة جديدة من مخيلتهم اسمها الشهيد حبيب الله، وهو ما يعتبر رد فعل من الأطفال الأبرياء للأحوال التي يعيشوها يوميًا».