علاقات و مجتمع
داخل عربة متنقلة بداخلها ماكينات خياطة متراصة جنباً إلى جنب، تجلس «عبير» بجانبها عدد من السيدات المتدربات، يستمعن إلى تعليمات مدربين مهرة في الخياطة والتفصيل، يختلط صوت الماكينات بصوت ضوضاء الشارع، ليكسر مشهد الصمت الذي اعتاده سكان العقارات المجاورة للمكان، بعد أن باتت العربة المتنقلة مكاناً للتدريب بالتعاون بين المحافظة والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
تدريبات خياطة مجانية
بالقرب من الوحدة المحلية لمركز شربين التابع لمحافظة الدقهلية، تقف من حين لآخر سيارة كبيرة متنقلة مرسوم على واجهتها شعار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يتردد عليها العشرات من الفتيات والسيدات من أهل المركز والقرى المجاورة له، لتلقِّى تدريبات مجانية على مدار ثلاث ساعات يومياً على أعمال الخياطة والتفصيل من الألف إلى الياء، يشرف على تعليمهن أساتذة متخصصون خضعوا لاختبارات سابقة من جانب وزارة القوى العاملة، ينقل كل واحد منهم خبرته إلى المتدربات حتى يصبحن قادرات على وضع نواة مشروع خاص يساعدهن على نفقات المعيشة.
من بين السيدات المتدربات تحرص عبير محمد على الحضور، صباح كل يوم، لتعلم الخياطة والتفصيل حتى تتمكن من تأسيس مشروع خاص بها، وتحكي عن تجربتها: «أنا قدمت ورقي في الوحدة المحلية وماطلبوش مني جنيه واحد، وتاني يوم بدأت التدريب».
مشروع تفصيل خاص بها
من البداية وحتى الاحتراف، بدأت الأم الأربعينية في تعلم الخياطة داخل العربة المتنقلة المخصصة لذلك بدعم من مبادرة حياة كريمة، وتغمرها السعادة بتطور مستواها: «أنا ماكنتش بعرف أمسك الخيط، ودلوقتي بقيت بعرف أفصَّل هدوم»، مؤكدة أن المدربين يلتزمون معهم بكل خطوات التدريب بصبر شديد رغبة منهم في تخريج دفعات مؤهلة جيداً لسوق العمل في المصانع أو في مشاريع خاصة بهم.
تنوى الأم استغلال ماكينة الخياطة التي تمتلكها في تأسيس مشروع خياطة خاص بها، وتحقيق حلمها: «هبدأ أفصّل لجيراني ومعارفي في القرية علشان أكسب فلوس وأساعد جوزي وولادي».