علاقات و مجتمع
«العمر مجرد رقم»، عبارة ربما تنطبق معانيها على سيدة في نهاية السبعينات من عمرها، أفنت حياتها بأكملها في كنف زوجها، بعدما أنهت دراستها ومن ثم اتجهت لبيئة العمل، حيث عملت في إحدى شركات البترول، تعيش مع رفيق دربها يوما تلو الآخر، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة وهي ابنة الأربعين من عمرها، لتقرر السيدة أميرة جمال، بعد سن التقاعد والخروج على المعاش، تغيير نمط حياتها والمشاركة في بيع المنتجات اليدوية التي تصنعها بأناملها بكل حُب، لا تكل ولا تمل ولم تستسلم لمشاعر الإحباط التي ربما تسيطر على الكثير في عمرها، فقط قررت بذل كل ما بوسعها لإسعاد غيرها.
بيع مفروشات العرائس
داخل إحدى المؤسسات الخيرية، عاصرت السبعينية أميرة جمال، الكثير من الحالات الإنسانية، عاشت معهم حياتهم وغاصت في مشاكلهم، وعلى الجانب الآخر أتمت رسالتها الحياتية مع أولادها، حتى أوصلتهم لبر الأمان، لتتجه للجانب التطوعي، التي وجدت ذاتها من جديد، وتروي لـ«هن»، كواليس الحياة بعد وفاة الزوج، قائلةً: «عملت في بيع المفروشات الخاصة بتجهيز العرائس، انقل لهم خبراتي في الحياة وأعيش معهم صباي وشبابي من جديد، في سعادة وفرح».
تمرد ورغبة في السعي
«تمردت على الحياة وقررت الاستمتاع باللحظات الأخيرة على قد الحياة»، عبارة واصلت من خلالها السيدة أميرة جمال، التي تتردد على المؤسسات للمشاركة في الفعاليات المختلفة للتغلب على الاكتئاب والوحدة بعد وفاة الزوج وزواج الأولاد: «حاسة إني لسه عايشة، بتبرع بالأرباح لصالح الأسر الفقيرة وقرى الصعيد لتطويرها».
السيدة السبعينية أيضا تعمل على تحفيظ آيات القرآن الكريم وكتاب الله للأطفال داخل المؤسسات الخيرية: «شعور وإحساس لا يوصف، طول ما فيا نفس هكمل، بنسى التعب والمرض وانا وسطهم».