علاقات و مجتمع
انتقلت رفقة أسرتها قبل عامين إلى خارج مصر، فأصابها ذلك بحالة من الإحباط والوحدة بعد أن تركت «كارمن» ذات الـ8 سنوات أصدقاءها وألعابها في القاهرة، لتتغلب على الأمر بتنفيذ بعض الإكسسوارات التي تنفذها بأناملها الصغيرة، ولم يمر الأسبوعان حتى صنعت لنفسها مشروعا خاصا بها أطلقت عليه اسمها ونفذت خلاله عشرات القطع المختلفة.
كارمن تنفذ 200 قطعة حلي في أسبوعين
هدير أحمد والدة الطفلة «كارمن» تروي لـ«هن» تفاصيل المشروع الخاص الذي بدأته قبل نحو أسبوعين، إذ كانت البداية عبارة عن قطع من الحلي والإكسسوارات تصنعها لنفسها في المنزل، حتى اقترحت على والدتها أن تخرج هذه القطع إلى النور وتبيعها إلى الأقارب والأصدقاء: «قالت لي إيه أنا عايزة أعمل حاجة أكون مشهورة بيها والناس تشوفني وتحس بيا، وقالت لي إيه رأيك يا ماما إني أبيع الحاجات دي ولا دي حاجة عيب؟، فقعدت معاها وفهمتها إنّ البيزنس مش عيب».
حماس شديد شعرت به ذات الـ8 سنوات بعد أن تلقت الدعم والموافقة على المشروع من والدتها، التي أخبرتها أنّها بصدد إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لتعرض عليها المنتجات، فراحت تُنفذ نحو 200 قطعة في غضون 10 أيام فقط وأطلقت على المشروع اسم «كراميلا أكسيسوريز»: «الساعتين اللي كانت بتقعدهم على التاب كل يوم، بدلناهم بأنّها تقعد تشتغل على الأكسيسوريز، وبعد أسبوعين من بداية المشروع عملنا بازار عرضت فيه المنتجات دي وباعت منهم 100 قطعة».
طموحات الصغيرة لم تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت رغبتها في نجاح المشروع لطلب جهاز صغير يساعدها في إنجاز قطع الإكسسوارات بشكل أسرع، إذ تستغرق ساعات طويلة تتخيل القطع وألوانها وأشكالها قبل التنفيذ، حتى تنتج قطعة فريدة لا تتماثل مع غيرها: «هي بتقعد في أوضتها تتخيل القطعة وتقولي تخيلي يا ماما البحر ألوانه إيه ولو حطينا قواقع وعليه ألوان البحر هيبقى شكلها إيه، عشان كده كل قطعة بتعملها بتقرر تعملها اسم زي sunshine أو ocean أو twinkle وبتكون من وحي خيالها، وفي حاجات بتعملها بناءً على الطلب، وبتعمل القطعة مرة واحدة وكل مرة مبتكررش نفس القطعة».
شعور بالسعادة لا يوصف بعد أن أقامت «كارمن» بمساعدة والدتها أول بازار لبيع منتجاتها، ما منحها ثقة بنفسها وحافزًا للاستمرار، تقول «هدير»: «حست إنّها عملت إنجاز كبير أكتر من إنجازاتها كمان في المدرسة، خاصة أنّ في أول ساعتين البازار محدش جه وحست بإحباط شوية، لكن لما الناس بدأت تيجي وتشتري قعدت تصرخ من الفرحة».
كارمن تستعد لإطلاق ورشة عمل للصغار
وتنوي «كارمن» خلال الأيام المقبلة أن تنفذ بعض القطع «التريندي» التي تتماشى مع ألوان موضة الخريف والشتاء، بالإضافة إلى إدخال تصنيع الميداليات وأعمال الريزن على منتجاتها: «فيه حاجات بتتباع وبتكون غالية زي أساور بتنور في الضلمة، ففكرنا نعمل نفس المنتج بس يكون ليها ديزاين معين، وفيه فكرة قدام شوية هي شغل الريزن، إنّ الألعاب اللي بتتحط في الأكسسوريز بدل ما نشتريها نصنعها في البيت».
طريقة اتبعتها الأم لتحفيز الصغيرة على الموازنة بين المذاكرة ومشروعها الصغير حتى لا يقل تحصيلها الدراسي، وفي الوقت ذاته تحافظ على مشروعها الذي بدأ قبل أسابيع: «احنا عملنا اتفاق إنّ اليوم اللي مش هنذاكر فيه مش هنعمل فيه حاجة، وده هيأخر الأوردرات بتاعتك وهيأثر عليكي، وقبل النوم بسمح لها بـ10 دقايق بس على التاب ممكن تلعب لعبة بتحبها».
وتنوي صاحبة الـ8 سنوات أن تعرض منتجاتها في «الكوليكشن الجديد» بطريقة مختلفة عن طريق تصوير بعض مقاطع الفيديو ونشرها عبر تطبيقي «إنستجرام» و«تيك توك»، كما تستعد خلال فترة الإجازة أن تقيم ورشة عمل لتعليم أقرانها تنفيذ وتصنيع الإكسسوارات: «هي حلمها تبقى مشهورة».