علاقات و مجتمع
«ما عنا أحلام لما نكبر.. نحن في فلسطين ما بنكبر، لأن ممكن ننطخ بأي وقت»، كلمات ترتجف لها القلوب كلما وقعت على أذنيك، نطقت بها طفلة فلسطينية، في إجابة عن سؤال عام حول أحلام الطفولة «بتحلمي بإيه لما تكبري؟»، إذ أصبح أطفال المقاومة الفلسطينية يدركون جيدًا أن الموت يحاصرهم، والاحتلال الإسرائيلي، يُبيد كل من يقف بوجه، إلا أن أصحاب القضية، متمسكون بالأرض حتى الرمق الأخير من أرواحهم.
مشاهد صعبة في مستشفى المعمداني
مشاهد مؤلمة، يشيب لها الرأس، ويخلع فؤادك فور رؤيتها، من مجازر نفذها الاحتلال الإسرائيلي بمستشفى المعمداني في قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، بعدما قصف المستشفى وبات المصابون في لحظة «شهداء»، ولطخت الدماء الجدران والركام والجثامين التي تكسوها الرماد، وحتى الأكياس البلاستيكية لا تخلو من أشلاء الشهداء من الأطفال.
مشاهد صعبة عاشها الأبطال من أطفال فلسطين، جراء الاعتداءات الإسرائيلية حتى أصبحوا يدونون وصاياهم وهم في عُمر الزهور، ببراءة وقوة وثبات وإيمان، الأمر الذي جعل بعض رواد السوشيال ميديا يعيدون منشورًا سابقا لطفلة من أطفال فلسطين بعدما دونت وصيتها باللغتين العربية والإنجليزية، لتضج الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحمل كلمات بسيطة تشير إلى براءتها وقوتها فلم تنس أي فرد من عائلتها ولا المحتاجين.
طفلة فلسطينية تكتب وصيتها
ودونت الفتاة التي تُدعى «هيا» بوصيتها التي نشرت في مايو الماضي: «مرحبًا أنا هيا وسأكتب وصيتي الآن، أولًا نقودي: 45 شكيلًا لماما ولزينة و5 لهاشم و5 لتيتا، و5 لخالتو هبة و5 لخالتو مريم، و5 لخالتو سارة، و5 لخالو عبود».
وتابعت: «ثانيًا ألعابي وجميع أغراضي لصديقاتي زينة وريما ومنة وأمل، أما عن ملابسي اعطوهم لبنات عمي»، ولم تهمل الطفلة الصغيرة التبرعات، إذ أوصت بالتبرع بأحذيتها: «أحذيتي تبرعوا بها للفقراء بعد غسلها طبعًا».
واستنكرت لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، مجزرة القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني بغزة أمس، والذي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 800 شهيد من الأطفال والمدنيين الأبرياء العزل من الشيوخ والنساء والرجال، وقتلهم بدم بارد إضافة إلى الجرحى والمصابين.