علاقات و مجتمع
يحتفل العالم اليوم 13 فبراير، بـ«اليوم العالمي للإذاعة»، وقد جرى اختيار هذا اليوم تزامنًا مع ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946، وكان قد بدأ البث الإذاعي في مصر من قبل ذلك في عشرينيات القرن العشرين، ثم بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية فعليًا في 31 مايو 1934، وكانت في ذلك الوقت منبرا لنجاح الكثيرين، وسبب بداية عدد كبير من الناس، خاصةً بعض المطربات إذ أن الهدف الأول كان هو وصول الصوت عبر محطات الأثير، وهذا ما نلقي الضوء عليه اليوم، بحسب كتاب «سحر المغنى»، للباحث المصري مُحب جميل المهتم بالشأن الثقافي.
بداية الإذاعة المصرية مع الغناء
شهدت الإذاعة المصرية نضج العديد من المواهب، بمطلع القرن العشرين، وبظهور الإذاعة المصرية الرسمية، تصاعدت الأصوات الموسيقية في الإذاعة، ونضجت حياة مصر الموسيقية والغنائية، وبدأت تعطي ثمارها، إذ ظهر العديد من المطربات وترعرعن بفضل الإذاعة.
مطربات ظهرن بفضل الإذاعة
شهرذاد «مطربة الغناء المسرحي»
تعلمت الأناشيد من المدرسة، واختارها الملحن علي فراج لتكون تلميذة الأناشيد الأولى، فتفتحت أذنها تدريجيًّا على الغناء والموسيقى، ودعت إلى الغناء في أوبريت «العشرة الطيبة»، فغنت أغنية «أنا هويت وانتهيت» لسيد درويش في الإذاعة، ليطلق لها بعدها العديد من الأغاني، ويكون لها دور في فرقة رضا للفنون الشعبية، في غناء أوبريت «يا ليل يا عين»، وتنال العديد من التكريمات الفنية والشهرة الكبيرة.
رجاء عبده «مطربة البوسطجية»
أحبت الغناء من والدها عاشق الموسيقى، ثم علمها الغناء عن طريق الجرامافون على أغاني أم كلثوم، وفي فرح أحد الأعيان كانت تغني فاستمعت إليها أم كلثوم، وتعرفت على والدها، فاختارتها لتغني في الإذاعة الأهلية بعض من أغانيها، وانطلقت بعد ذلك عبر الإذاعة الحكومية، من خلال أغنية «يا سلام سلم»، لتتخطى بذلك شهرتها البلاد ويتعرف عليها الجميع.
أحلام «مطربة الصبر»
اسمها الحقيقي فاطمة نبوية محمود، عرفت الغناء من أصول الطرب أم كلثوم ومحمد سالم الكبير، كانت تردد الأغاني وهي طفلة لدرجة أن انبهر بها أهالي منطقتها وظلوا يتداولوا أخبارها، فساعدها أحد الأطباء للالتحاق بالمعهد الموسيقي، ثم جاءت لها الفرصة للمشاركة الأولى لها في الإذاعة عام 1940 عن طريق تعريب أغنية النجمة الأمريكية ديانا دربن «أحب أن أصفّر»، ليستمع إليها عازف الكمان أحمد الحفناوي لتحدث لها نقطة تحول في مسيرتها، ولدت بعدها الكثير من الأغاني التي لاقت نجاحًا كبير مثل «الصبر» و«يا حمام البر».
حورية حسن «المطربة الطائرة»
ارتبطت منذ نعومة أظافرها بالفن، وكانت تردد في الفقرات الإذاعية في المدرسة أغاني ليلى مراد، حتى بدأت تتعلم أصول الموسيقى، إلى أن جاءت الفرصة وسمعها حسني بك نجيب مدير الإذاعة في ذلك الوقت، وأعدَّ لها أغنية يقول مطلعها، يا إللي القلوب كلها تهواك، وأنا إللي قلبي مناه ينساك، ظلمني هواك وعايزه أنساك، لتغنيها في الإذاعة الحكومية المصرية على الهواء مباشرة مقابل 20 جنيهًا، ثم بعد ذلك توالت عليها الاستعرضات وأصبح لديها رصيد ضخم من الغناء.