علاقات و مجتمع
زيجة امتدت أواصرها إلى نحو 46 عامًا، فكانت من أطول الزيجات داخل الوسط الفني، إذ اندلعت شرارة الحب الأولى بين الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، وحارس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق حسن مختار، من أرض السودان، حيث كان اللقاء الأول بينهما لا ينذر بأنّ هذه العلاقة ستحدث على الإطلاق، بعدما قال لها: «أنتي شكلك زي البلياتشو».
كواليس أول لقاء بين رجاء الجداوي وحسن مختار
كواليس المقابلة الأولى التي جمعت بين رجاء الجداوي وزوجها الراحل حسن مختار، كشفتها الفنانة الراحلة في لقاء سابق ببرنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا»، يعود تاريخه إلى عام 2017، إذ كانت تشارك حينها في عرض مسرحي بالسودان، وعلمت أنّ هناك عددًا من لاعبي الكرة متواجدين، فألقت عليهم التحية دون أن تعرفهم، خاصة أنها لا تفقه شيئًا في كرة القدم.
ولفت انتباهها أحد اللاعبين الذي انهمك في قراءة كتاب، ولم يسلم على الحاضرين، لتسأل المتواجدين: «مين المثقف ده؟»، ليخبرها أحدهم بأنّه يُدعى حسن مختار، وكانت رجاء الجداوي قد ظهرت وقتها بـ«ميك آب» المسرح، الذي وصفته بأنّه كان «زيادة عن اللزوم».
في اليوم التالي تقابل الثنائي، وألقيا على بعض التحية، إلا أنّ حارس الإسماعيلي فاجئها بجملة صادمة بعدما قال لها: «على فكرة النهاردة شكلك عدل»، فردت عليه وقد أثارت جملته استغرابها قائلة: «أفندم!.. شكلي إيه؟»، ليرد قائلًا: «شكلك عدل، أصل امبارح كنتي زي البلياتشو»، لترد عليه بسخرية: «أنت لطيف كده دايمًا ولا دي صدفة».
وبعد هذا اللقاء دار بينهما حوارًا، تحدثت عنه رجاء الجداوي في البرنامج، إذ سألها حسن مختار عن مهنتها، بعد أن أخبرها باسمه، فأخبرته بأنّه تعمل «مانيكان» ليرد الأخير: «يعني إيه»، تحكي «رجاء»: «قولت له يعني بلبس فستان وأمشي كده والناس يسقفولي، وبعدين يشتروا الفستان، قالي يا سلام ودي شغلانة يعني؟ قولت له أه أنت بقى بتشتغل إيه؟ قالي أنا اللي في الخشبة اللي بصد الكورة، قولت له اسم الله يعني هي دي اللي شغلانة».
وفي اليوم التالي انتقلت رجاء الجداوي إلى الخرطوم، وفوجئت بحسن مختار يتصل بها هاتفيًا يخبرها بأنّه قادمًا إليها: «جه الخرطوم وأنا كنت قاعدة في الأوتيل على كرسي، وهو جه قعد على إيد الكرسي، ووقتها عدى صحفي أفريقي فقالي ممكن آخد صورتك أنتي وخطيبك قولت له مش خطيبي، وقولت لحسن قوم من فضلك الراجل فاكر أنك خطيبي، قالي وفيها إيه مانا هبقى خطيبك».
وفي اليوم الثالث، اجتما الثنائي على متن الطائرة العائدة إلى مصر، لتفاجأ رجاء الجداوي بحسن مختار يريد التحدث إليها، فسمحت لها بالجلوس إلى جوارها، ودار بينهما حوارًا، وسألها عما إذا كانت مخطوبة أو متزوجة لترد بالنفي، فطلب منها الزواج: «قالي أنا عايز أتجوزك، قولت له يا عم روح بقى أنت عندك كام سنة قالي 24 قولت له ياعم أنا أكبر منك بسنتين، قالي مهيمش، قولت له لا يهم، أنت بتقبض كام قالي 55 جنيه، قولت له في اليوم؟ قالي لا في الشهر، قولت له مينفعش أنا عايزة أتجوز واحد غني أوي وعجوز أوي ويموت بسرعة وأنا أورثه، فقعد يضحك وقالي برضوا هتجوزك».
زواج رجاء الجداوي وحسن مختار في 6 أيام
في اليوم الرابع اتصل حسن مختار برجاء الجداوي على رقم التليفون الأرضي، الذي حصل عليه منها قبل توديعها على الطائرة، وطلب منها مقابلة الوالد أو الوالدة، فأخبرته أنّ والدها متوفي، تقول رجاء الجداوي: «جه البيت، وأتاري أمي بتعشق الكرة وأنا معرفش، وكانت عارفاه، أول ما شافته قالت له يا حبيبي، قولت لها أنتي تعرفيه منين، قالت لي إزاي ده حسن مختار، ده أديله عيني وأطمن عليكي معاه، ووقتها طلعت حسابها في بنك القاهرة وقالت لي الحساب أهو، افرشوا أوضة جوة واقعدوا معايا في البيت، وقالت لي هو ده اللي أنا عايزاه».
وفي غضون 6 أيام اكتملت زيجة رجاء الجداوي وحسن مختار، ووصفته الفنانة الراحلة بأنّه «أعظم راجل في الدنيا»، إذ عشقته بعد الزواج وتعلقت روحها بروحه: «كان إنسان جميل أوي ونضيف أوي، ودخل من الباب مظبوط، فربنا كرمني براجل أفضل لحد ما أموت حاطاه فوق راسي، وكان أب عظيم أوي وزوج حنين أوي».