علاقات و مجتمع
بطلة شعبية متوجة داخل سجل الضاحكون امتازت بالعفوية والبساطة وأدوار الحماة الشهيرة، هي الفنانة ماري منيب، الشخصية التي من النادر أن تتكرر، إذ استطاعت أن تجسد معنى النجومية، ولكن لكل فنان شق في حياته لم يُلقى عليه الضوء، فهي كانت ممثلة إنسانة تعيش حياتها الحقيقية على خشبة المسرح والسينما، وفي ذلك اليوم الموافق 21 يناير الموافق ذكرى وفاتها نلقي الضوء على لمحات من حياتها جعلت منها فنانة بدرجة أم.
ماري سليم حبيب نصر، هي من أصل سوري الجنسية، وُلدت في الحادي عشر من فبراير عام 1905، وكانت قد دخلت مع فرقة «الريحاني»، ومنذ أول ظهور لها عرفت النجاح، ومن خلال شخصية العانس وشخصية الحماة، كانت نجمة بمواصفات خاصة جعلتها تتوج على عرش الكوميديا، وأبدعت كما لم يبدع فنان من قبل.
علاقة ماري منيب بأختها «أليس»
بحسب ما جاء في كتاب «الضاحكون الباكون»، للكاتبة الصحفية أمل عريان فؤاد، في مذكرات كتبتها ماري منيب، أنها حضرت إلى القاهرة وهي ابنه ستة شهور حين هاجرت والدتها بصحبتها هي وأختها «أليس» إلى مصر، ومنذ هذه اللحظة بدأت رحلتهما الفنية من خلال أحد الفنانين المقربين للأسرة والذي كان يعمل ممثلًا، فعرض على الأم أن يقوم بإلحاق الفتاتين بالعمل الفني بفرقة «الريحاني» ووافق بدوره على انضمام الفتاتين لفرقته في مجاميع الكومبارس في مسرحية «القضية نمرة 14»، لتبدأ «ماري» أولى خطواتها الفنية على مسرح «الماجستيك» جنبًا إلى جنب مع أختها في أولى خطواتها الفنية.
طقوس «ماري» اليومية
أضافت «عريان»، «أنه كما كان لها اللازمات والكلمات المشهورة بها، كذلك كان لها الطقوس اليومية فكانت تحافظ وتحرص على تنفيذها يوميًا، فيومها يبدأ في الساعة الثامنة إلا ربع مساء، حيث يقف تاكسي وتنزل منه لتتجه إلى غرفتها بالمسرح، وتخرج لتطعم القطط التي كانت تملأ المسرح والتي تكون في انتظارها لدرجة أنه كان بالإمكان سماع صوت القطط قبل حضورها بربع ساعة، وبعد الانتهاء من إطعام القطط والحيوانات الموجودة، وتتوجه بعد ذلك إلى حجرتها، وتظل جالسة أمام المرآة تمثل وتعيد مراجعة الدور».
زواجها للمرة الثانية
ماري منيب كانت عفويتها وبساطتها وجمال روحها المفاتيح، لتكون هي البطلة في السينما والمسرح، فأدت بعمل العديد من أدوار الحماة، حتى أصبحت أي حماة في الحقيقة هي ماري منيب، كما أبدعت في تقديم دور العانس التي فاتها قطار الزواج، ولا تيأس من انتظار ذلك الزوج القادم، أما في الحقيقة فهي كانت زوجة وأم، فقد ارتبطت بقصة حب مع المنولوجيست فوزي منيب في بداية حياتها الفنية وتزوجته وأنجبت منه ولديها فؤاد وبديع، إلا أن الزواج لم يستمر إلا عدة سنوات لينفصل الزوجان، ولا تفكر في الزواج.
ولكن حين ماتت أختها «أليس» تاركة أطفالها خافت عليهم ماري من أن يتزوج الأب ويفسد عليهم حياتهم، وهو ما دفع زوج أختها عبد السلام فهمي لطلب الزواج منها، حتى تستطيع رعاية أولاد أختها وهو ما حدث، وكان ذلك سببًا في أن تعلن إسلامها وأسمت نفسها أمينة عبد السلام، ليستمر زواجها منه حتى وفاتها في 21 يناير 1969، فالبطولة بالمعنى الذي قدمته ماري منيب ليس بطولة فتاة جميلة فقط، ولكن كانت هي المحرك الأساسي للعمل، وتدور حوله أحداثها.
علاقتها بعامر منيب
قال «جمال منيب» إحدى أحفاد ماري منيب، في برنامج «فاكر الغنوة دي»، مع الفنان هشام عباس إن عامر منيب حفيدها، وقد جمعهما العديد من المواقف، إذ قا:ل «هي كانت جادة وتمتاز بالشدة، ولكن عامر كان دائما يشاغبها ويدخل معها في شجار، لأنه صريح، لكنه كانت تحبه بشدة ودومًا ما كانت تصطحبه إلى المسرح».