علاقات و مجتمع
قبل أربعة سنوات من اليوم، كان اللقاء الأول بين بسنت محمد 23 عامًا، والصيني «جاو» 30 عامًا، حينما جمعهما القدر في إحدى الوظائف، لتجد «بسنت» الفتاة المصرية ونيسها في الأخير، الداعم، الخلوق، ليأسرها بحنيته وعلمه وثقافته، وتختاره خليلًا لها أولًا، قبل أن تجده خير الشريك لها ثانيًا
لم تضع «بسنت» في حُسبانها أن دراستها للغة الصينية بكلية الآداب، ستحركها نحو أهدافها بالفعل، وهي التقرب للشعب الصيني والعمل معهم من أجل تقوية لغتها وثقافتها: «اشتغلت مترجمة ووقتها كان شغال معايا، وقالي إن مديره هيسافر برة مصر وهو اللي قاعد هنا وهنكمل شغل سوا، وقتها اتنقلت من الإسماعيلية للقاهرة».
كل حاجة اتغيرت معاه
وكأنها وجدت رفيق دربها، هكذا كان شعور «بسنت» إذ بدأت العلاقة بينهما تقوى يوما بعد الآخر، حتى تقربا لبعضهما البعض، وبات كلٌ منهما يحاول معرفة الأخير بطريقته: «ساعدني أكتر في اللغة والثقافة، ونقلتله الثقافة المصرية وأكلها وتقاليدها، بقينا نعزمه عندنا ياكل أكلنا وحتى في مولد النبي، وبقى يعرف كل حاجة حتى الدين».
انفصلنا ورجعنا بعد فيديو من الأزهر
مثلها كمثل باقي العلاقات، اختلاف في وجهات النظر وشد وجذب، انتهت بانفصالهما من العمل، وعودتهما بسبب فيديو من الأزهر الشريف، وفقًا لما ذكرته «بسنت» لـ «هُن»: «سبت الشغل وبعدت بسبب بعض الاختلافات، لكن بعدها أنا رجعت تاني لما فاجئني بعد كام شهر إنه راح الأزهر وهناك عرف أكتر عن دينا وطلب نكتب كتابنا، وبقى اسمه يوسف».
مفيش شغل حموات والأهالي رحبت جدًا
قرار الزواج كان مُرحبا به بشكل كبير من العائلتين، وفقًا لحديثها: «والدتي معترضتش بالعكس بتحبه جدًا وبتعتبره ابن ليها، ووالدته وأهله فارشنلي الأرض ورد، بصرحة مفيش شغل حموات، بنحب بعض احنا وعائلاتنا».
بتخانق في الشارع عشانه
من الصين لمصر كانت رحلاتهما بعد حفل زفافهم منذ خمسة أشهر، إلا إن أم الدنيا كانت المُستقر في النهاية: «قعدنا هنا، والحقيقة إن كل أزمتي معاه هو تعرضه لبعض المضايقات في الشارع وبقف اتخانق عشانه، لأنه ميستاهلش يتضايق رغم إمه مش بيعرف عربي، وبنتكلم صيني أو إنجليزي، لكن جوزي وبدافع عنه».
بيعمل كل حاجة في البيت حتى الطبيخ
مساعدة على مدار الـ24 ساعة، يقوم بها الشاب الصيني «يوسف الصيني» لزوجه حتى بأمور المطبخ: «بيعمل كل حاجة في البيت حرفيًا حتى الأكل، نادرًا لما بطبخ، بحب الأكل الصيني وبيعملوا حلو، وأنا عودته على المحشي والحواوشي».
أكلات الصين الغير معتادة لم تصل لمنزل بسنت ويوسف بمصر، فلم يجبرها مُطلقًا: «حنين جدًا عمره ما زعق أو زعلني، أو حتى أجبرني على أكلة بالنسبة لنا غريبة زي رجول الفراج مثلًا رغم إن قيمتها الغذائية عالية، هو أحسن اختياراتي، واحنا متفاهمين جدًا»