فنجان القهوة الصباحي يطيل العمر ويحمي القلب.. دراسة تحذر من تناوله بعد الظهر

«سرًا محتملاً لطول العمر»، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تقريرًا يكشف فائدة غير متوقعة لشرب القهوة في الصباح، مستندا إلى دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز أبحاث السمنة بجامعة تولين الأمريكية، بعد متابعة أكثر من 20 ألف شخص على مدى سنوات، إذ اكتشف الباحثون أن من يشربون القهوة صباحًا تقل لديهم مخاطر الوفاة وأمراض القلب بشكل ملحوظ، مقارنة بغيرهم، فهل يمكن حقًا لكوب القهوة الصباحي أن يصبح وسيلة لحياة أطول وأكثر صحة؟

التوقيت المثالي لالشرب القهوة

توصلت نتائج الدراسة التي أجراها مركز أبحاث السمنة بجامعة تولين في نيو أورليانز بأمريكا، بعد تتبع 20 ألف شخص تناولوا القهوة على مدار أكثر من 20 عامًا، إلى أن الأشخاص الذين تناولوا القهوة في الصباح فقط، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 16%، مقارنة بمن لم يتناولوا القهوة، وكانوا أيضًا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%، وهذه النتائج تعكس مدى أهمية توقيت تناول القهوة في التأثير على الصحة العامة، وليس مجرد استهلاك القهوة بحد ذاته.

يقول الدكتور علاء غمراوي، استشاري أمراض القلب، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن القهوة تحتوي على العديد من المركبات المفيدة، مثل مضادات الأكسدة التي تعزز صحة القلب، لكن الأمر الأكثر أهمية هو توقيت تناولها، فشرب القهوة في الصباح يساعد على تنظيم إيقاع الجسم البيولوجي، ما يقلل من التوتر، ويعزز وظائف الأوعية الدموية.

دور الكافيين في تحسين الصحة

يُعرف الكافيين في القهوة بقدرته على تحسين الأداء الذهني والبدني، لكن الجديد في الدراسات الأخيرة هو تأثيره على الصحة طويلة المدى، وبحسب «الغمراوي»، فإن الكافيين في القهوة يحسن من الدورة الدموية ويعزز من تدفق الدم إلى القلب، ما يساهم في تقليل احتمالات الإصابة بالأمراض القلبية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكافيين يساعد على تقليل الالتهابات التي قد تكون مرتبطة ببعض الأمراض المزمنة.

وتوضح النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة، أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة في الصباح يعانون من مشكلات صحية أقل بكثير، مقارنة بمن يشربونها في أوقات متأخرة من اليوم، وتشير هذه الفروق إلى أن الكافيين يؤثر بشكل مختلف حسب توقيت استهلاكه.

القهوة وتوازن هرمونات الجسم

أحد الجوانب المهمة التي أشار إليها الخبراء، هو تأثير القهوة على توازن الهرمونات، ووفقًا للدكتور علاء الغمراوي، فعندما نتناول القهوة في الصباح، يتفاعل الكافيين بشكل طبيعي مع مستوى هرمونات الجسم مثل الكورتيزول والميلاتونين، ما يحسن من نشاط الجسم طوال اليوم، أما إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم، فقد تعطل هذه العملية وتؤثر سلبًا على النوم والجهاز العصبي.

وتدعم هذه الفكرة العديد من الأبحاث، إذ أظهرت دراسة نشرت في مجلة «الطب الوقائي» أن استهلاك القهوة بعد الساعة 12 ظهرًا، قد يؤدي إلى اضطراب في النوم وزيادة مستويات التوتر، وهذا التأثير قد يكون له تبعات صحية طويلة المدى، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

تأثير المركبات النباتية في القهوة

القهوة أيضًا مصدرًا غنيًا بالمركبات النباتية المفيدة مثل الفينولات والبوليفينولات، التي تعمل كمضادات أكسدة قوية، وهذه المركبات تساعد على تقليل الضرر الناتج عن الجذور الحرة، ما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، ويضيف الغمراوي، أن مركبات القهوة تمنح الجسم حماية إضافية ضد التدهور الخلوي، ما يقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة مع التقدم في العمر، علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بشكل منتظم يعانون من انخفاض ملحوظ في مستويات السكر في الدم، ما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

القهوة وحماية الدماغ

بالإضافة إلى فوائدها القلبية، تشير الدراسات إلى أن للقهوة تأثيرًا إيجابيًا على الدماغ، حيثُ أظهرت دراسة نشرت في مجلة «علم الأعصاب» أن الكافيين في القهوة قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض عصبية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، وهذا التأثير الإيجابي يعود إلى قدرة الكافيين على تحفيز خلايا الدماغ وزيادة تدفق الدم إليها.

يشير «الغمراوي»، إلى أن القهوة تحتوي على مواد مفيدة تعمل على تحسين وظائف المخ وتنشيط الذاكرة والتركيز، وبشكل عام، يمكن أن يكون تناول القهوة جزءًا من نمط حياة صحي يحافظ على الدماغ نشطًا.