علاقات و مجتمع
تأثير الأمهات عظيم في حياة بناتهن، فأنظار الصغيرات دائمًا ما تتعلق بهن، لتقليدهن في كل شيء، هكذا كان حال الطفلة «جودي» ووالدتها «رنا»، التي رصدت الأعمال الفنية التي تقوم بها والدتها الفنانة التشكيلية، وما لبثت أن بدأت في تقليدها، وهي في عمر 7 سنوات، لتقدم أعمالا فنية من عجين السيراميك والصلصال، لاقت دهشة الجميع، لتنتهي رغبتها بالتقليد، وتبدأ في بناء كيانها الخاص المنفصل بعدما بلغت 12 عامًا، لتلتقط من «جينات أمها» لكن في سن مبكرة.
شغف بالفن منذ الطفولة
بدأ شغف «جودي» بالفن منذ مراحل طفولتها الأولى، إذ حاز على وقت كبير من اهتمامها، قبل أن تقرر تعلم كل أصوله من الفيديوهات على «يوتيوب»، إضافة إلى تعلمها كثير من أسراره من والدتها، إذ اكتشفت الأم موهبة صغيرتها بالرسم والأعمال اليدوية والفنية، ولاحظت تطورها سريعًا، لتنطلق في صنع المجسمات الصغيرة، بحسب حديث والدتها رنا سليمان، لـ«الوطن»: «البداية كانت رسمها لوزة في البحر، وبعد كده قالتلي أنا هحولها لماكيت مجسم، هي شاطرة جدًا في الأعمال اليدوية، ويتعمل حاجات كتير مش حاجة واحدة، والماكيت ده خلاني أكتشف موهبتها في النحت».
صعوبة استخدام الأدوات والخامات
بدأت جودي أحمد حسين، استخدام الأدوات والخامات المختلفة، في أعمال فنية، رغم اتسام بعضها بالصعوبة وخطورتها في هذه السن الصغيرة، كعجينة السيراميك التي تصنعها بالمنزل، وبعض أنواع المصغرات من المجسمات اللصق، وتطور استخدامها لهذه الأدوات رغم تعرضها لعدة اصابات في البداية: «ساعات بتتعور أو تتجرح وكده، والخامات اللي بنلزق بيها برضوا هي أصلا سنها صغير على استخدامها، ولو حصلها حاجة زي كده بتخاف، بس أنا بقولها تكمل وعادي».
تواصل الأم: «بدأنا نستخدم الغراء السريع، وده بيبقى إحساسه صعب لما بينزل على الإيد، ودي من الحاجات اللي بتضايق أي فنان تشكيلي، خصوصا اللي بيشتغل في المصغرات، لأن إحنا بنشتغل بحاجات دقيقة جدا، أنك تلزقي حاجات صغيرة في مساحة صغيرة، وكذا مرة سابت الماكيت بسبب الموضوع ده، بس أنا جنبها وبقولها كملي، مش دي الحاجة اللي توقفك».
المشاركة في المعارض
ذاع صيت الطفلة الصغيرة في المدرسة، وعرفت بأنها فنانة، يطالبها معلميها دومًا بالمشاركة في المعارض المختلفة، كما شاركت «أونلاين» في معرض فني بأمريكا اللاتينية، وتحرص الأم دائمًا على توفير كل الخامات لتبدع طفلتها في إنتاج أول مجسم كامل لغرفة كاملة، إضافة إلى مشاركتها الدائمة في معرض خاص بالمجسات تقيمه دار الأوبرا المصرية: «مشاركتها معايا في المعارض زود شغفها بالفن، ودايما تقولي إن مشاركتها الجاية مش هتكون في ركن الأطفال، إنما مع الفنانين الكبار»، وعن أحلامها تروي والدة «جودي»، أن أحلامها بعيدة عن الفن فهي ترغب في دراسة طب الأسنان، خاصة أنها من المتفوقين بالدراسة، مع احتفاظها بالفن كهواية.