موضة وجمال
حياة مأساوية يعيشها سكان غزة، تشبه أفلام الرعب، الجميع يهرولون هربًا قصف الطائرات، بينما الفصائل الفلسطينية على الأرض تقتل جنود الاحتلال الإسرائيلي، دماء هنا وإنجازات هناك، لكن بين هذا وذاك آلاف الضحايا لا يعلمون بأي ذنب قتلوا، أمّا النازحون الذين يعانون ويلات الحرب فلا يجدون ملابس جديدة للشتاء، ولا هناك طاقة وكهرباء، لتشغيل مكن الخياطة، ولأجل كل ذلك، ابتكر أحد الخياطين طريقة لإصلاح ملابس نازحي غزة القديمة، حتى تساعدهم على مواجهة برد الشتاء.
كيف استغل الفلسطينيون الدراجات في تشغيل مكن الخياطة؟
أثرت الحرب الدائرة في قطاع غزة، على عمل ماكينات الخياطة بسبب ندرة الطاقة وانقطاع الكهرباء عن القطاع، وبطبيعة الحال لا توجد ملابس جديدة يشترونها، لذلك ابتكر أحد الخياطين في رفح، طريقة مميزة لإصلاح الملابس الممزقة، بواسطة الدراجات.
في كرسي أمام ماكينة خياطة، يجلس الأب يدير مكنته، بينما يتناوب أطفاله على الدراجة يحركونها بقوة، وهي متصلة بمكنة الخياطة، لتمنحها طاقة تشغلها دون كهرباء.
لم يستمتع الصغير بدراجته لكنه فضّل تكريس جهده لمساعدة والده في هذه المهمة الإنسانية، ورغم صعوبة الوضع والإرهاق على الطفل، الذي لا يتعدى عمره 10 سنوات، فإنه صمم تحريك الدراجة بالتبادل مع شقيقة، حسب تصريحه لـ«العربية» قائلا: «الأمر متعب بس أنا ببدل مع أخوي هو 3 ساعات وأنا 4 ساعات».
عشرات النازحين يصلحون ملابسهم بمكنة الدارجة
وعند الخياط الفلسطيني الذي أعاد الحياة لمكنته متوسطة الحال، توافد عشرات النازحين لإصلاح ملابسهم القديمة، فلا قدرة لديهم لشراء ملابس جديدة في الشتاء، حسب قول أحد النازحين: «مفيش هدوم جديدة، ومفيش طاقة أو كهرباء، ما صدقنا لقينا هاد الرجل الطيب وهو أكرمنا».