علاقات و مجتمع
خارج المنزل تقصف الطائرات البيوت وتسقطها أرضًا، اما داخل المنزل جلس الفلسطيني محمود خميس وطفلته التي لم تتخط الأعوام الثلاثة على الأريكة يحاول احتضانها وحمايتها بعد سماعها للأصوات بالخارج، يُهوّن على الصغيرة التي سرعان ما فهمت أن هناك قصفًا قريبًا منهم وهو بدوره يكذب عليها قائلًا إن ما تسمعه ما هو إلا ألعاب نارية.
فيديو مؤثر لفلسطيني يطمأن ابنته خلال القصف
شبح الموت قريب من منزلهم بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي التي تدمر كل ما تجده أمامها دون رحمة، وسرعان ما فهمت الصغيرة ابنة الشاب الفلسطيني محمود خميس أن هناك قصفًا قريبًا لتقول لوالدها عبر موقع فيديو قصير وثقه الأب: «هادا قصف، هادا قصف»، خاف الأب على ابنته وحاول تهدئتها: «لا يا بابا هاي ألعاب نارية» لعدة دقائق لم تقتنع الصغيرة بحديث والدها لكنها في النهاية صدقته، سرعان ما انتشر المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع الفيديو بنشر أغنية: «يا عالم أرضي محروقة، أرضي حرية مسروقة»، نال الفيديو آلاف المشاهدات ونشر «خميس» المقطع مرة أخرى يطمئن الناس على صغيرته قائلًا: «الله يحفظنا بحفظه والله خايفين من الفقد أكتر من الموت».
الموت يلاحق الأطفال والنساء
لم يرحم القصف الغاشم لطائرات الاحتلال الأطفال والنساء، وأصبح الصغار يعرفون قنابلهم تمام المعرفة مثل الطفلة الصغيرة ووالدها يحاول طمأنتها، فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، تخطى عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلى لـ6546 شهيدا، منهم أكثر من 2704 أطفال و1584 سيدة و364 مسنًا، إضافة إلى إصابة 17439 مواطنا بجراح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري.
ولم تتوقف بشاعتهم على قتل الصغار، لكنهم يقصفون المساجد والمستشفيات التي يحتمي بها المدنيون مثل مستشفي المعمداني التي استشهد فيها أكثر من 500 شهيد، والتهديد بقصف مستشفي الشفاء التي بها عدد كبير من الطواقم الطبيىة.