صحة
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة Welltech، معلومات مثيرة بشأن عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الإنسان أثناء النوم، إذ تبين أن الجسم يحرق مئات السعرات خلال ساعات الراحة الليلية، دون أي مجهود بدني يُذكر، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وأكدت الدراسة أن النوم لا يقتصر على راحة العقل والجسد، بل يعدّ عملية حيوية نشطة يجري خلالها الجسم سلسلة من التفاعلات الداخلية التي تسهم في استهلاك الطاقة، مثل إصلاح الأنسجة، وتنظيم الهرمونات، وتقوية الذاكرة، وغيرها من العمليات الحيوية التي تستنزف سعرات حرارية.
علاقة النوم بحرق السعرات
يقول الدكتور أحمد علام، استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة، لـ«الوطن»، إن النوم من العمليات الحيوية شديدة التعقيد، موضحًا أن الجسم لا يتوقف عن العمل بمجرد الخلود إلى الراحة، بل يبدأ في الدخول في دورات نوم متعددة تنقسم إلى مراحل، من بينها نوم حركة العين السريعة (REM) الذي يُعتبر المرحلة الأكثر نشاطًا للدماغ، ويستهلك الجسم خلالها قدرًا كبيرًا من الطاقة.
ويضيف أن هذه المرحلة من النوم تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في نشاط الدماغ لمعالجة المعلومات وتعزيز الذكريات، كما ترتفع فيها مستويات استهلاك الأكسجين، وتزيد ضربات القلب، وتصبح الأنفاس غير منتظمة، ما يؤدي بدوره إلى حرق مزيدا من السعرات الحرارية.

النوم لا يعوض التمارين لكنه مكمل لها
يشير استشاري التغذية العلاجية، إلى أن عدد السعرات المحروقة أثناء النوم يختلف من شخص لآخر، ويتأثر بعدة عوامل منها العمر، الوزن، الجنس، مستوى اللياقة البدنية، وجود أمراض مزمنة، ونوعية النوم ذاته، ومع ذلك، فإن النوم لا ينبغي أن يُنظر إليه كبديل عن النشاط البدني، بل يجب أن يُعتبر مكملًا ضروريًا له.
ويوضح أن الجسم قد يحرق أثناء النوم عددًا لا بأس به من السعرات الحرارية، قد يقترب في بعض الحالات من المعدل الذي يُحرق أثناء المشي الخفيف لمدة 45 دقيقة، إلا أن الاعتماد على النوم وحده لفقدان الوزن هو تفكير غير علمي وغير صحي، فالنشاط البدني يظل عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على الوزن والصحة العامة.
نوم غير كافٍ = خلل هرموني وزيادة وزن
يؤكد علام أن قلة النوم ترتبط بارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، ما يؤدي إلى تحفيز الجسم لتخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن، كما تؤثر قلة النوم على هرموني الجوع (اللبتين والجريلين)، بحيث تزيد الشهية، ويزداد الميل لتناول الأطعمة ذات السعرات العالية.
وتابع بأن الحرمان المزمن من النوم يؤدي إلى اضطراب في التمثيل الغذائي، وإبطاء معدل الحرق، وتراكم الدهون، ويزيد من فرص الإصابة بالسمنة، ومقاومة الإنسولين، والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
نوم جيد = مناعة أقوى ووزن متوازن
يوضح استشاري التغذيية العلاجية أن النوم الجيد لا يحسّن فقط عمليات الأيض، بل يعزز أيضًا الجهاز المناعي، ويقلل من الالتهابات المزمنة في الجسم، ويُساعد على استعادة التوازن الهرموني، ما يجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، وفقدان الوزن بشكل صحي.
ويشير إلى أن الحصول على عدد ساعات كافٍ من النوم يوميًا، يتراوح بين سبع إلى تسع ساعات، يساعد الجسم على الدخول في دورات نوم كاملة، ما يضمن تحقيق أعلى معدل من الاستشفاء العضلي والعصبي، بالتالي تحسين قدرة الجسم على حرق الدهون.

نصائح لتحسين جودة النوم
قدم علام عددًا من النصائح لتحسين جودة النوم والاستفادة القصوى منه في دعم عمليات الحرق:
- الالتزام بجدول نوم ثابت: الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس التوقيت يوميًا يُعزز من انتظام الساعة البيولوجية.
- تهيئة غرفة النوم: يُفضل أن تكون الغرفة مظلمة، هادئة، وباردة نسبيًا (حوالي 18 درجة مئوية)، ما يساعد على النوم العميق.
- الابتعاد عن الشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف والتلفاز، يؤثر سلبًا على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النعاس.
- تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة ليلاً: الكافيين يُحفّز الجهاز العصبي، والوجبات الثقيلة تُبطئ عملية الهضم وتؤثر على جودة النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: لا تساعد فقط على رفع معدل الحرق، بل تُحسن جودة النوم وتقلل من التوتر.
- تقليل التوتر والقلق: يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل قبل النوم.
