علاقات و مجتمع
حب الحضارة الفرعونية والتاريخ المصري، يجري في عروقهما مجرى الدم في الشرايين، وكان يؤرقهما أن الأسواق وأماكن البيع لا يوجد فيها ما يعبر عن الهوية المصرية، فمعظم الملابس والبراندات مستوردة من الخارج، وهو ما دفع كل من الشقيقتين هبة وغادة، لإطلاق مشروع لتصميم الثياب بما يتناسب مع عادات وتقاليد كافة المحافظات.
مشروع يجسد جمال الحضارة المصرية على الملابس
هبة شاكر، البالغة من العمر 34 عامًا، تخرجت في كلية الهندسة المدنية، وأختها غادة 38 عاما التي تخرجت في المعهد العالي لترميم الآثار، عشقتا الأعمال اليدوية منذ الصغر، وتحولت تلك الهواية إلى موهبة مع الوقت ثم مصدر رزق لكلتيهما، إذ تحكي لـ«هن»: «قصة مشروعنا بدأت لما كنا بننزل نشتري هدوم، ومش بنلاقي حاجة تعبر عننا ولا شبهنا، فبدأنا نشتري قماش ونفصله ونرسم أو نطرز عليه، ومع الوقت بدأ أصحابنا يطلبوا مننا ننفذ لهم زيه، ومن هنا جت فكرة المشروع».
وأوضحت ابنة محافظة أسوان، أنهم اختاروا اسما للمشؤروع يتناسب مع الحضارة المصرية القديمة، واخترنا اسما من اللغة النوبية، تعبيرا على الفستاتين المعبرة عن ثقافتنا وحضارتنا النوبية.
الذكاء الاصطناعي يوثق جمال التاريخ المصري
استطاعت كل من هبة وغادة، أن يستفيدا من التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، فصممتا عدة فساتين بألوان ورسومات فرعونية، أبهرت أعين الجميع، فالتصميمات تبدوا فخمة، وتظهر جمال المرأة المصرية الساحر، وفقا لما روته «هبة» لـ«هن»: «وجهة نظري إن ممكن نستفاد من الذكاء الاصطناعي فهو بمثابة أداة تعمل على العصف الذهني للمصمم ورؤية تصميمه وتخيله بصورة تشبه الحقيقة، من خلال وضع التعديلات المناسبة عليه، فالمصمم المطلع بيقدر يميز بين التصميم القابل للتنفيذ والمناسب لحضارتنا وغير مناسب».
وتابعت «هبة» قائلة:«وده نتج عنه الصور اللي نزلتها على صفحتنا واللي منها قابل للتنفيذ ولكن محتاج لإمكانيات وعمالة مدربة، ويمكن لبسه في المهرجانات العالمية والريد كاربت وهيكون شكله مختلف ومميز وينشر حضارتنا المصرية حول العالم».
التحديات التي تواجه مشروع «ونجي»
ذكرت «هبة» أنها وشقيقتها على الرغم من دعم عائلتهما لهما، إلا أنه من الصعب عليهما السفر من أسوان للقاهرة لشراء الخامات، وفقا لها: «من التحديات اللي بتواجهنا عدم توافر ورش بأسوان، وبنضطر نسافر عشان نثقل موهبتنا بالدراسة، لأن الأونلاين رغم نجاحه الكبير في حاجات، إلا إن الواقع بيكون أفضل».
وأضافت: «إحنا بنواجه مشكلة السفر لمسافات طويلة، وده بيتعبنا ماديا وجسديا، فبين مصر وأسوان حوالي870 كيلومترا، ولكن عيلتنا متعاونة معانا وسامحلنا بالسفر وبتدعمنا طول الوقت».