علاقات و مجتمع
منذ أن كانت في العام الثاني من عمرها، عجزت عن تمييز الأصوات، فكان ضعف السمع أقوى من اكتشافها للحياة، كمثل نظيراتها من الأطفال حتى أن أصبح السؤال الملازم لها، «أنا ليه مش سامعة زي باقي أخواتي التلاتة؟»
هكذا سارت طفولة «يمنى محي الدين» 24 عاما، التي تشارك للمرة الأولى هذا العام بمعرض الكتاب الدولي، ككاتبة صماء، ضمن مشاركات المؤلفين من ذوي الهمم، تترك عنان خيالها وتسرد مواقف عصيبة تقابل كل من هو أصم بكتابها «جدار الكافيه».
الأم: اكتشفنا ضعف السمع وعمرها سنتين ونص
تسرد «بدر» والدة يمنى، كواليس طفولتها، مؤكدة إنها اكتشفت معاناة ابنتها مع ضعف السمع منذ كان عمرها عامين ونصف فقط، «قولنا يمكن بسبب الأدوية اللي خدتها لما عملت قلب مفتوح في طفولتها، أو لأن أنا وباباها قرايب، لكن في النهاية كانت دي النتيجة».
لم تهمل الأم حالة ابنتها، لتقرر البحث عن الأطباء قبل الوصول للحل الملائم لحالتها، «مجرد ما عرفنا عملنا السماعات وجلسات التخاطب، قبل ما نبدأ رحلتها مع التعليم».
سؤال صعب كانت تسأله «يمنى» لوالدتها حول اختلافها عن باقي شقيقاتها، «كانت تقولي أنا مش زيهم ليه؟، ومعرفش غير إني اقولها إن ده اختبار ربنا ليكي، وإن المختلفين مميزين وفي نماذج كتير كدة، عشان أقدر أرد عليها».
اتفوقت في الدراسة ودرست تربية
من جلسات التخاطب للبحث عن مدرسة بجانبها لضعاف السمع، كانت رحلة أسرة الفتاة، وفقًا لحديث الأم لـ«هُن» إذ التحقت بالجمعية المصرية لضعاف السمع، ومن ثم مدرسة خاصة بضعاف السمع، «درست كمبيوتر رغم صعوبة الأمر، وقضت في المدرسة فترة الإبتدائية والإعدادية والثانوية وكانت التالتة على مستوى الإدارة وقتها، والتحقت بعدها بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس قسم تكنولوجيا تعليم، كانت شاطرة وبتكتب كل حرف وتذاكر لوحدها».
جدار الكافيه أول كتاب لـ«يمنى»
الشعور بالاختلاف من البعض، وربما الكثير من النظرات التي كانت تؤلمها في بعض المواقف والأحداث، محنة حولتها الكاتبة الشابة لمنحة، لتقرر سرد الكثير من التفاصيل حول حياة ذوي الهمم من الصم، فضلًا عن بعض المواقف من وحي خيالها في كتابها الأول «جدار الكافيه» المعروض هذا العام بمعرض الكتاب الدولي، «فرحانة جدًا حست أنها موجودة في المجتمع زي أي حد بدون تمييز».