علاقات و مجتمع
من المعروف أن مرض الخرف، هو عبارة عن تنكس دماغي غير طبيعي يؤدي إلى تغيرات كبيرة في قدرة الإنسان على التفكير والتحدث ومختلف الأنشطة اليومية، وهو مرض أكثر ما يصاب به كبار السن، ويعد من الأمور النادرة، أن يصاب به الأطفال أو الشباب، إلا أنه انتشر خبرا، تداولته الصحف العالمية والأجنبية، عن فتاة من الولايات المتحدة الأمريكية، شخصت بمرض الخرف، والغريب أنها تبلغ من العمر 20 عاما فقط.
فتاة تبلغ 20 عاما تصاب بالخرف
ظنت جيانا كابو، أنها ظهرت عليها أعرضا الخرف بسبب تعرضها لفيرس كورونا «كوفيد الطويل الأمد»، كونها كانت تعاني من ضباب في الدماغ، وتدهور مستواها الدراسي، ولم تكن الفتاة وحدها من لاحظ ذلك، إلا أنّ والدتها ريبيكا روبرتسون، التي تعيش في مدينة ماكيني في تكساس، لفت نظرها لأول مرة التغيرات التي ظهرت على ابنتها في سبتمبر 2020، وافترضت أنها ما تزال تعاني من آثار «كوفيد-19»، بعد إصابتها بمرض شديد بهذا الفيروس في يونيو 2020، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخباري.
كما أن الفتاة الأمريكية ووالدتها، تعرضتا لحادث سيارة قبل عام، مما أدى إلى إصابة الأم ريبيكا بارتجاج شديد في الدماغ، وانضغاط أقراص هلامية بين فقرات رقبتها، وبينما كانت ريبيكا تتعافى من عمليات جراحية في رقبتها، أصيبت هي وجيانا بالمرض الشديد من جراء «كوفيد-19»، وبعد عدة سنوات قليلة أصبحت الحالة الصحية لجيانا سيئة للغاية، ولم يعد بإمكانها أن تؤدي الأنشطة العادية كتنظيف المنزل، أو حتى مجرد استخدام فتاحة العلب، فضلا عن أن «جيانا» عانت خلال تلك الفترة من فقدان الذاكرة، وعلى إثر ذلك الحادث، بدأت الفتاة في الابتعاد عن أصدقاءها، وتوقفت عن إكمال واجباتها المدرسية، إلى جانب النوم بمجرد وصولها إلى المنزل بعد المدرسة، بحسب ما ذكره موقع «روسيا اليوم» نقلا عن صحيفة «إندبندنت» الأمريكية.
«ريبيكا» تشعر بالحزن على ابنتها المصابة بالخرف
وخضعت الفتاة للعديد من الفحوصات الطبية، وبعض الأطباء بدأت في وصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في يونيو 2021، مع رؤية استشاري صحي، لكنها لم تجد أي تحسن في حالتها المرضية وفقدانها الملاحظ للذاكرة، وبعد العديد من الكشوفات الطبية، ذهبت ريبيكا لابنتها، لطبيب أعصاب في نوفمبر 2022، واكتشف الأطباء أنه لا يوجد نشاط كهربائي في الفص المركزي الأيمن لجيانا وتم تشخيص حالتها بالخرف، وفقا لوالدتها ريبيكا «كل ما شعرت به في تلك الحظة، أن أحدا طعنني في قلبي، وتمنيت أن هذا الخبر غير حقيقي، فهي فتاة صغيرة، ولم تبلغ من العمر إلا 19 عاما فقط، ولكنني لن استسلم لهذا المرض، وسأبذل قصارى جهدى حتى تصبح بخير».
وأوضحت الأم، أن ابنتها تطورت لديها الأعراض، وتدهورت حالتها المرضية، فهي لم تعد تضحك، ولا يوجد لديها أي مشاعر مثل السابق، وليس بمقدورها حتى النهوض من السرير بسهولة، وأنها تتمنى أن يكتشف الأطباء بسرعة علاجا فعالا، يمنحها بعض الأمل في شفاء ابنتها، ويذكر أن خرف الأطفال، يحدث نتيجة وجود تلف دماغي تدريجي، كما أن الأطباء ربطته بأكثر من 70 اضطرابا وراثيا نادرا، قد يكون هو السببب الرئيسي الذي يسبب هذا المرض في المقام الأول.