08:49 م
الإثنين 18 سبتمبر 2023
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء عن كيفية الوصول إلى همّة النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته لله تعالى، قائلًا: ها نحن في شهر ربيع الأول الأنور الأبرك، الذى شرف فيه سيد الكائنات هذا الكون ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضيق إلى السعة، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى، سيد الكائنات ﷺ صاحب الخلق الرفيع، وفى شهره الكريم نتعلم منه الهمة؛ والهمة هى التى تنقصنا.
وأضاف فضيلة المفتي السابق: كان سيدنا رسول الله ﷺ صاحب همة فى الدين والدنيا، بالليل يقوم لربه قائماً تالياً راكعاً ساجداً مسبحاً ، يقوم وينام وفى نومه يتهيأ لقيامه، يعبد ربه على كل حال فى الشدة وفى السعة مع قلة المال ومع كثرته، لأن قلبه كان معلق بالله ليس لأنه كان مصطفى وليس لأنه كان مرسلا ؛ بل لأنه أسوة حسنة لنا، “الهمة” سيدنا رسول الله ﷺ يقول لعبد الله بن عمرو بن العاص: « يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ » ، وكانت السيدة عائشة تصف حالة فتقول: « كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً » (دائماً) ويقول ﷺ : «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ».
وتساءل جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: فماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التى كان عليها سيدنا رسول الله ﷺ؟، ليؤكد عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا رسول الله ﷺ يعلمنا ذلك فى فرائض الإسلام، بيسر من غير تكلف « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ » إتقان الوضوء حتى لو كان فى الشتاء ، وحتى لو كان الوضوء يكرهه الإنسان لأنه يصاب بشئ من الألم ، ومن أن يقوم فى الفجر فيجافى مضجعه ليتوضأ ثم ليصلى، لكن صمم أنت على هذا حتى لو كنت مكرهاً.
وتابع فضيلة المفتي السابق: “أقم الصلاة فى جماعة” فإن يومك ينتظم، والاستمرار فى جماعة يولد عندك الالتزام ،وتعلق قلبك بالمساجد يولد عند الهمة.
وتابع: هناك إرشاد نبوى لطيف فى تربية الإنسان لنفسه؛ أننا إذا لم نستطع أن نكون مخلصين تمام الإخلاص فى قلوبنا ،فلنفعل هذا فى ظاهرنا فإن الظاهر ينعكس على الباطن، إذا لم تستطع أن تعفو عن أخيك، فأعفو عنه بلسانك، حتى لو كان قلبك لم يطاوعك بالعفو والصفح عنه، قل له سامحتك.
سيدنا رسول الله ﷺ يقول فى مرتبة الإحسان « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ» ولكن يقول بعدها « فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » ، ويقول ﷺ : « تَبَسُّمُكَ فِى وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» حتى ولو كان قلبك لا يتبسم له، فإن هذا التبسم سوف يستدرجك من هذه الحالة التى تأبى فيها النفس وترفض فيها النفس الخير والثواب، سيستدرجك إلى الخير والثواب حتى يصفح قلبك عن أخيك بتلك البسمة التى تبسمت بها.
إذا لم تستطع شيئاً فدعة وجاوزه إلى ما تستطيع، فعليك ألا تترك الخير، إن آبى قلبك أن يفعلها فعليك أن تظهر الخير فى جوارحك، لو كنت بخيلاً بالعطاء لا تشعر بالكرم فى نفسك وبحلاوة العطاء، إعطِ الفقير ثم أعطه ثم أعطه، فإن قلبك سيلين.
اقرأ أيضا:
لا تستطيع حفظ التشهد فهل يمكن قراءة الفاتحة بدلاً منه؟.. أمين الفتوى يجيب
ما هي عدة المطلقة التي استؤصل رحمها؟.. الإفتاء تجيب
هل جنة الآخرة هي التي كان يعيش فيها سيدنا آدم؟.. علي جمعة يوضح (فيديو)
الإفتاء توضح حكم قضاء السنن الرواتب وهل نقضيها بعد خروج وقتها