علاقات و مجتمع
على كورنيش الإسكندرية، يقف «نبيل» وزوجته أمام عربة غزل البنات والفشار، يبحثان عن قوت يومهما من خلال الحلوى التي أعدها خصيصًا «عم نبيل» ذو الـ58 عامًا لبيعها للأطفال، ترافقه زوجته «ناهد» التي تقوم بعمل الفشار بأكثر من نكهة، على أمل بيع غزل البنات والفشار والكسب منهما لقضاء احتياجتهما اليومية، وتسديد ديونهما ومحاولة سداد مصروفات ابنتهما العلاجية.
مسؤوليات كبيرة على عاتق نبيل مزروع، الذي يعاني من إعاقة بصرية، وزوجته، التي ترافقه مشواره كفاحه منذ أكثر من 30 عامًا، يحاولان النجاح فيها من وراء مشروعهما الذي افتتحاه منذ 5 أشهر، باحثين عن الرزق، بعدما أُصيب الزوج في عينه ليتخلى عنه مكان عمله، ويصبح بدون مصدر دخل، ليجد عربة الحلوى هي الحل الأمثل.
عم نبيل فقد مصدر رزقه بسبب الإصابة
منذ عدة سنوات، انقلبت حياة «عم نبيل»، الذي كان يعمل فني حدادة ولحام داخل أحد المصانع، رأسًا على عقب، إذ تعرض لحادث أفقده البصر في إحدى عينيه، ليتخلى عنه مكان العمل قبل الوصول لسن المعاش، ليجد نفسه دون ضمان أو تأمين أو مصدر دخل، مسؤولًا عن زوجة وابنة من ذوي الهمم: «حصلي حادثة وأنا شغال، وبعد كام سنة طلعوني بره الخدمة، لاقيت نفسي ولا ليا معاش ولا مرتب، حتى مراتي كانت شغالة بالخياطة وقعدت لظروف صحية، وبقينا إحنا الاتنين ومعانا بنتنا من غير مصدر دخل».
تفكير طويل لدى «العم نبيل» انتهى في النهاية بمشروع عربة الحلوى، بحسب حديثه لـ«هن»: «قعدت أفكر أعمل إيه الـ8 شهور اللي فاتوا، مفيش مورد رزق عندنا والديون بتتراكم، وقتها فكرت في مشروع العربية بعد ما لفيت على شغل والكل رفض بسبب الإيجار».
مساعدة من الأصدقاء لعمل العربة وتجهيزها، وقروض متوسطة لشراء المعدات والماكينات، استعان بها الأب الخمسيني، في محاولة للاستمرار في البحث عن الرزق: «خدنا قرض وجبنا الموارد والماكينة، مراتي بتعمل الفشار وأنا غزل البنات بالأطعمة والفواكه الطبيعية، بس مش دايمًا في زباين كتير، عشان نقدر نسدد اللي علينا».
«عم نبيل»: علينا ديون ونفسنا في شقة
ديون متراكمة بسبب الإيجار ومصروفات علاج طفلتهما التي تعاني من فقدان البصر، كلاهما مسؤوليات تحني ظهر الرجال، يحاول «نبيل» وزوجته تسديدها لكن دون جدوى: «مش كتير بيشتري، وأنا كل اللي محتاجه الناس تعرفنا، ونفسي يكون عندنا شقة ملكنا لأن أنا وبنتي من ذوي الهمم ومراتي اللي شايلانا».