علاقات و مجتمع
السيدات المصريات، منذ القدم وحتى الآن، يجسدن معنى الشجاعة والجدعنة، فأصبحن يعملن في مهن لا حصر لها، ولم يعد هناك وظيفة حكرًا على الرجال، فمنهن من يعمل في مهن شاقة، ليحصلن من عرق الجبين على نقود من الحلال، ومنهن من نزلت إلى سوق العمل لمساعدة أزواجهن، أو اضطرتهن الظروف لإعالة عائلتهن، ليضرب بهن المثل في القدرة على تحمل المسؤولية، فضلاً عن أن المرأة المصرية ، تعتبر عنوانا للقوة والمثابرة.
لذا أراد «محمد» مصور الشارع المصري، أن يطلق العنان لكاميراته، ويبرز بعدسته السيدات المكافحات، اللائي يعملن في مهن مختلفة، كالحرف اليدوية والمنسوجات، فبدأ جولته في الكثير من المدن، ليجوب في مختلف محافظات مصر، والتقط صورة لسيدة تعمل في مجال صناعة الفخار، في قرية جريس بمركز أشمون في محافظة المنوفية، والتي يحترف سيداتها المهنة منذ الصغر، فالرجال والنساء والأطفال يعملن معًا، بداية من تجهيز الفخار وتشكيله بتصميمات مختلفة، ثم تقسم النساء أنفسها إلى مجموعات، فمنهن من يجفف الطين بعد تحويله، والمجموعة الأخرى تضعه في الأفران الخاصة به، كما تورد السيدات الفخار الذي يصنعنه بأناملهن، للتجار في مختلف المناطق، وتعد هذه القرية من أكبر القرى في مصر لصناعة الفخار.
سيدات يبدعن في صناعة المنسوجات اليدوية
تجلس بمفردها، لتأخذ قسطًا من الراحة، بعد يوم شاق ومليء بالأعمال والأنشطة المختلفة، سيدة مصرية أصيلة، تعمل بمركز رمسيس ويصا واصف للفنون في الحرانية، بمنطقة الهرم، ولكنها ليست الوحيدة، فالمركز يعج بالعديد من السيدات المثابرات، اللاتي تركن راحة البيت من أجل العمل في مجال النسيج اليدوي والرسم عليه بطريقة مبدعة.
ويحكي «محمد» في حديثه لـ«هن» أنه من أجل الحصول على لقمة العيش بطريقة حلال، تنزل السيدات إلى العمل في مختلف المجالات، ولفت نظره المركز الخاص بالفنون اليدوية، والذي يستقبل أبناء وبنات المحافظة منذ نعومة أظافرهم، ويعلمهم الحرفة، خاصة البنات، حتى يستطعن أن يبدأن مشروعهن الخاص، ومنهن من يظل متواجدًا في مركز الفنون حتى يعلمن غيرهن من الأجيال الجديدة، كما أنهن يستخدمن في نسج السجاد والقماش، ألوانًا طبيعية، نتيجة زراعتهن لزهور محددة، تدخل في فن الحرف اليدوية، ويحصدن المحصول الخاص بها، ويبدأن في استخدامها في الصبغات التي ينسجن بها.
«أسماء» تبرز قوة المرأة المصرية في العمل بالمهن البسيطة
كما أبدعت المصورة أسماء زكريا، في تجسيد قوة المرأة على العمل في مهن الرجال كالزراعة، فالتقطت بالكاميرا الخاصة بها، لقطات عفوية لسيدات يجمعن المحاصيل الزراعية من حصاد «التمر» بدهشور وحصاد «الياسمين» بقرية شبرا بلولة محافظة الغربية، إذ يستيقظن في الصباح الباكر، ليساعدن أزواجهن، كما أبرزت احترافهن في الأعمال اليدوية والمنسوجات.