علاقات و مجتمع
داخل أحد شوادر السمك في بورسعيد الغنية بالأصناف البحرية يقف عبد الرحمن قطب، بجانب الجد السبعيني ليبع البكلويز «الجندوفلي»، تلك التجارة التي بدأ بها منذ 3 سنوات وتحمل من أجلها الوقوف في البرد حتى الفجر، يوفق بينها وبين الدراسة وبرغم السخرية منه إلا أنه تمكن منها وقرر أن يستمر بها لاستثمار لمكسبها الذي يرضيه، وعلى الرغم من كونه بدأ بها في عمر صغير إلا أنه أحبها ويريد أن يشتري الكثيرون من جده حتى يراه سعيدًا، وذلك من خلال منشور كتبه عبر أحد المجموعات ليروج لتلك المأكولات البحرية ويطلب من المتابعين زيارة مكان جده للشراء.
بيع البكلويز استثمار مربح
أمام وعاء البكلويز أو الجندوفلي الذي يختلف الكثير على اسمه لكن بالطبع يتهافتون على شرائه، يقف الشاب الصغير، وعلى الرغم من كونه جديدًا بين التجار إلا أنه قرر البقاء وممارسة المهنة التي ورثها عن جده، الذي وصفه خلال حديثه لـ«هن»: «جدي يحيى فاتح بقالة عندنا، وتقريبا داخل في 30 سنة، فانا اشتغلت معاه وبقيت بفتح له، البكلويز بيكون جاهز على العصر لما بيوصل لنا، واحنا بقى بنقفل على حسب ما الزباين تخلص البتلة يعني الساعة 2، هي مكسبها حلو الكيلو بـ10 جنيه تقريبًا»، يقف الصغير مع الجد لبعد منتصف الليل وذلك حتى يحترف المهنة التي تعلمه الكثير من الدروس مع الوقت منها الصبر والأمل.
التوفيق بين التجارة والدراسة
السنوات الـ3 التي قضاها «عبدالرحمن» في سوق السمك لبيع البكلويز أو حتى في محل جده لم يترك في مقابلها دراسته واستطاع التوفيق بين العمل والدراسة، قائلًا: «أنا في الدراسة ما بقفش أو ساعات لما أكون فيه عندي يوم إجازة بقف وفي الاجازه بتاعتي اللي هي نص الترم واخر الترم بقف فيها»، ومقابل حلمه بأن تكون تجارته ذات اسم معروف في أحد الأيام يتحمل الصغير البرد والوقوف للفجر،: «أصعب المواقف هو السهر لحد الفجر وكده في الساقعة يعني، وقبل ما أبدأ أبيع من 3 سنين كنت بقف مع جدي وأنا عندي 6 سنين وكانوا بيقولولي إنه صعب ومش هقدر بس بقيت أعرف أتعامل مع أي حد».
والحلم الذي يتمنى أن يصل إليه هو استكمال دراسته والتمهيد لتجارة كبيرة يحلم بها يأخذ مُعلمه الأول وهو جده معه: «ناوي أكمل في تجارة كبيرة وإن شاء الله اخذ جدو معايا بإذن الله وأكمل دراستي أولا».