05:51 م
الأحد 29 سبتمبر 2024
كـتب- علي شبل:
وجه الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، نصيحة مهمة للشباب المتصوف ناصحا إياهم: عَضُّوا عليها بالنواجذ!
وجه أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر حديثه لشباب المتصوفة، قائلًا: ليس كل ما ترونه في منامكم؛ يكون من الرؤى الصالحة، وإن بدا كذلك، بل كثير منه من حديث النفس، وتلاعب الشيطان بكم!
وتابع العشماوي، في منشوره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلًا: ومن هذا الباب يتمثل الشيطان لكم، في منامكم، في صورة شيخكم، أو غيره، من حي أو ميت، فيريكم إياه في حالة حسنة، وهو غير مستقيم على منهج الشريعة!
أو يريكم أنفسكم في أحوال شريفة، ومراتب عليا، وأنتم منهمكون في المعاصي والشهوات، مقصرون في أداء الفرائض، والكرامة لا تكون إلا لأهل الاستقامة، بل نفس الاستقامة أعظم كرامة، وما هو إلا حديث نفس؛ صادف تلاعب الشيطان!
ولفت العشماوي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى هذا المعنى، في قوله: “من رآني في المنام؛ فقد رآني حقا؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي” أو “لا يتصور بصورتي”.
وأوضح أن الحديث أفاد جواز تمثل أو تصور الشيطان في مِثل صورة المخلوق، عدا المصطفى صلى الله عليه وسلم – وهذا من خصائصه – ليفتن الناس بصورته، فجائز أن يتمثل بالملائكة وبالأولياء وبالصالحين، بل جائز أن يتمثل بالله رب العالمين، وهو ما يَعلم المؤمن بالضرورة أنه شيطان؛ لأنه تعالى ليس كمثله شيء! وقد يتمثل له في المنام، وقد يتمثل له في اليقظة!
وضرب العالم الأزهري المثل بأحد كبار العلماء، قائلًا: وقد تمثل لسيدي عبد القادر الجيلاني – وهو من هو – في اليقظة؛ إذ بدا له على هيئة نور عظيم، فوق عرش، وقال له: “يا عبد القادر، أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات!”، فقال له: اخسأ يا عدو الله! فانخنس! فقيل له: كيف عرفتَ أنه الشيطان؟! فقال: بقوله: “أحللت لك المحرمات”؛ فإن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم خاتمة الشرائع، لا تُنسخ، ولا تُبَدَّل!.. فانظر كيف نفعه نور العلم في تمييز ما يراه!.. والناس اليوم غارقون إلى أذقانهم في الجهل بالشريعة، معرضون عن العلم بها، فأنَّى لهم التمييز؟!
وأضاف العشماوي: أنا – والله – قد رأيت في منامي من يقول لي: “أنت شمس الحقيقة، أنت قطب الزمان”، ونحو هذا، فما صدَّقته، وعلمت أنه شيطان، جاء ليفتنني؛ لأخرج على الناس بالدعاوى الكاذبة، وهو باب عظيمٌ، فَتن به إبليس خَلْقًا كثيرا من مدعي الألوهية والنبوة والولاية والمهدية، حتى أخرجهم إلى ديوان الزندقة والإلحاد والتحلل من أحكام الشريعة المطهرة، فهذه خطة إبليس!
ومما يؤكد تسلط الشيطان على خيال النائم؛ قوله صلى الله عليه وسلم: “يَعقد الشيطانُ على قافية رأس أحدكم؛ إذا هو نام ثلاث عُقَدٍ .. الحديث”، وهو كناية عن السيطرة التامة على مركز الوهم والخيال من الرأس، فليست عقدة واحدة، بل ثلاث عُقَد!
وقد رأيت كثيرا ممن يرتاد الساحات الصوفية؛ من ذوي النفوس الضعيفة المهزومة، وهي أحبٌّ النفوس إلى الجن والشياطين، وهي ميدان عملهم الأكبر، تلاعبا بهم، وتسلطا عليهم!
ويطرح العشماوي السؤال -إن قيل: فكيف يميز الرائي ما رآه، وهل هو من الحق أو من الشيطان؟! قائلًا: فالجواب: باستقامة الرائي والمرئي على منهاج الشريعة، فيكون ما يراه حينئذ حقا، وإلا فهو باطل، ومن تلبيس الشيطان!
وختم العشماوي بأن الأولى بكل مسلم عاقل؛ ألا يبني حياته كلها على الرؤى والمنامات، وألا يجعل اعتقاداته تابعة لها، سلبا وإيجابا، وليزن أموره كلها بميزان الشريعة، لا بميزان الخواطر والإلهامات، والرؤى والمنامات؛ لأن الله ضمن العصمة للشريعة، ولم يضمنها للخواطر والرؤى، وهذا عين التحقيق، وعليه أجمع أهل الطريق، وبالله التوفيق.
اقرأ أيضا:
بالفيديو| أمين الفتوى: ناس فاهمة حديث “لعن الله النامصة والمتنمصة” خطأ
أمين الفتوى: “لو مفيش مياه للوضوء اشتري مياه معدنية”.. وهذه شروط التيمم