01:19 م
الأربعاء 17 أبريل 2024
كـتب- علي شبل:
تحت عنوان “خطوط فاصلة”، أكد الدكتور، محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، أنه ليس كل من يحب آل البيت الكرام ويقدس مكانتهم يعد شيعيا بالمعنى المعروف، مفرقا بين التشيع المقبول شرعًا، وبين التشيع الذي يرفضه الشرع ويأباه.
وَقال العالم الأزهري إن وصْمَ أي مسلم يحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويتحدث عن فضائلهم، ويرعى حرمتهم، ويتغنى بمدحهم، ويكثر من زيارتهم، ويدعو إلى محبتهم؛ بأنه شيعي رافضي هو خطيئة علمية، وجريمة ثقافية، قُصد لها أن تذيع وتشيع في الناس، لأهداف سياسية وأيدلوجية معروفة، وذلك أن من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم محبة آل بيته، وحفظ حقوقهم، ومراعاة حرمتهم، ولزوم مودتهم، واعتقاد شرفهم وطهارتهم من الرجس، بانتسابهم إلى أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، مع عدم اعتقاد عصمتهم، وعلى ذلك دلت نصوص الوحيين، وسار السلف الصالح رضي الله عنهم!
ليؤكد العشماوي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن من حاد عن هذا المنهج فهو الحقيق بوصم البدعة، وهم النواصب، الذين ينصبون العداوة لآل البيت!
وتابع: وبهذا المعنى الذي ذكرناه؛ فكل المسلمين شيعة، وهو التشيع المحمود الذي رُمي به جماهير كثيرة من أهل العلم، لا سيما أهل الحديث، ولم يكن ذلك جرحا لهم، ولا خدشا في عدالتهم، ولا موجبا لرد روايتهم، حتى إن الإمام الشافعي – رضي الله عنه – نفسه؛ قد رُمي بهذا النوع من التشيع – وهو من كبار أئمة أهل السنة والجماعة – كما أشار إلى ذلك في قوله الذائع المشهور:
إن كان رفضًا حبُّ آلِ محمدٍ
فليشهدِ الثقلانِ أني رافضي!
وتجد تبرئة علماء الحديث للأئمة الذين رُموا بهذا النوع من التشيع في كتب الجرح والتعديل؛ مسطورا مشهورا كالشمس في رابعة النهار، لا سيما (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) للحافظ الذهبي، الذي ذكر فيه كل من رُمي بتهمة ولو باطلة، ليدافع عنه!
وأما التشيع المرفوض المذموم- يقول العشماوي-؛ فهو ما يشتمل على القول بعصمة الأئمة، واعتقاد ألوهيتهم، وغَيبة الإمام، والقول بالرجعة، والتَّقِيَّة، وسبِّ الصحابة ولعنهم وتكفيرهم، واتهامهم في دينهم، واعتقاد تحريف القرآن الكريم!
وختم أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: وهذا النوع من التشيع نشأ لأسباب سياسية تاريخية معروفة، واتخذ من محبة آل البيت ستارا لنشر عقائده الباطلة بين المسلمين، حقدا على الإسلام الذي أزال دولة المجوس!
وهذا ما ننزِّه جماهير المسلمين عنه، وليس – بحمد الله – يوجد أحد من المسلمين، فضلا عن الصوفية؛ يعتقد بهذا النوع من التشيع؛ إلا أن يكون مفتونا مضحوكا عليه، أو مستخدما لأغراض خبيثة، وبالله التوفيق.
اقرأ أيضًا:
هل صام المصريون يوماً زيادة؟.. فلكي يحسم جدل صورة هلال أول يوم عيد الفطر
هل الصلاة صحيحة؟.. عالم أزهري يوضح حكم عدم قراءة البسملة في الفاتحة عند الصلاة