علاقات و مجتمع
صدمات الطفولة ليس من السهل التعافي منها، فآلامها تظل مستمرة لوقت طويل، إلا إذا لجأ الشخص لرحلة العلاج النفسي الصحيح، ولأهمية تلك المشاعر المؤلمة قرر طلاب الفرقة الأولى بكلية الفنون الجميلة، أن يجسدوا «التروما» من خلال مكعبات الروبيك والألعاب المستعملة وإعادة استخدامها، والتي تمثل الصدمة، ولكن المجسم في نهايته يُظهر وجود فرصة للتعافي مع مرور الوقت.
طلاب إعدادي بفنون جميلة يبدعون في تجسيد «التروما» عند الفتاة
ألعاب متنوعة الأشكال والألوان وبطريقة مميزة، استطاع طلاب السنة الأولى بكلية الفنون الجميلة أن يوضحوا تلك المرحلة التي تمر بها الفتاة، إذ تحكي نورهان ضياء، خلال حديثها لـ«هن»، أن الفكرة جاءت عن طريق زميلهم في الدفعة يوسف هاني، والذي وجد أن الفتاة التي تمر بصدمات خلال فترات الطفولة والمراهقة، تعاني من تحديات نفسية وجسدية وفقا لها: «صديقنا يوسف اقترح الفكرة وعجبتنا، وبدأنا بمشاركة منشور عبر فيسبوك، نسأل فيه صحابنا لو عندهم ألعاب مش محتاجينها، ونزلنا سوق الجمعة واشترينا من الألعاب المستعملة، عشان نقدر نكمل المشروع».
«نورهان» تذكر أسباب اختيار فكرة المشروع
وتروي «نورهان» لـ«هن»، أن اختيار الألعاب كجزء أساسي من المشروع لأنه يرمز للطفولة، وطريقة استخدامها في تشكيل المجسم بشكل عشوائي، يمثل تلك المرحلة التي يكون العقل فيها مشتت ومشوش، ويعتبر مشروع إعادة التدوير بمادة النحت، بالمشاركة مع الطلاب ياسمين أحمد، نيرة محمد، وفرح أحمد، لمادة النحت بالكلية.
كما يرتبط جسم الفتاة بخيوط كثيرة، والتي تمثل نقطة التعافي التي تحاول أن تصل إليها، ومن خلال تفككها تبدأ مرحلة شفائها من الأمراض النفسية، وتسقط معها بعض من الألعاب بطريقة عشوائية، وتشير إلى أن صعاب الطفولة في رحلتها للشفاء، وذكرت «نورهان» لـ«هن»، أنهم أصروا على اختيار اللون البني للحبل، لأنه يشير إلى مشاعر الدفئ والأمان، بالإضافة إلى اختيارهم للعبة «الروبيك» خاصة، لأنها تعتبر من أصعب الألعاب عند الأطفال، وبالتالي تحتاج إلى ذكاء شديد، وهو ما يشبه مدى تعقد مرض «التروما».