ماما
قدرة غير عادية لحقت بالطفل محمد إسلام، 14 عاما، الذي بات يعرفونه بين أفراد عائلته بالعبقري، رغم إصابته بالتوحد، رحلة من الهبوط والصعود نسجتها والدته وهي تحكي سر تميزه الذي حوَّل صغيرها إلى ذاكرة أشبه بذاكرة الكمبيوتر.
بداية اكتشاف طيف التوحد
قبل 14 عاما رُزقت هبة زكريا بمولودها الأول، طفل لا ينقصه شيء غير أنه لا ينتبه لأحد، محاولات متكررة من الأم لصغيرها «محمد» وشعور بأن شيئا ما غير عادي ينتقص من فرحتها الأولى، رحلة طويلة بين الأطباء بدأت وعمره عام ونصف، كشفت عن بعض المشكلات في الأذن وتشخيص آخر لم تكن تتوقعه «ابنك عنده توحد».
انتهت هبة من رحلة علاج صغيرها من أزمة السمع وبدأت رحلته في علاج التوحد، حتى نطق كلماته الأولى في عمر الثلاث سنوات، ذكاؤه اللافت دفعه لحفظ القرآن بسرعة تعجبت لأجلها المدرسات اللاتي تعاملن معه.
ظل محمد صاحب الـ14 عاما، في رحلة التعلم المستمر ما بين مراكز متخصصة لمصابي التوحد، وبين مدارس عادية كان يجيد الكثير من موادها الدراسية.
تحكي والدته: «كنت فخورة بيه إنه بيحفظ القرآن بسرعة وحسيت إنه فيه حاجة مميزة ومختلف عن كل اللي عندهم توحد.. كتير من المدرسين قالولي هو طفل ذكي جدا ودا بيتشخص على إنه متلازمة اسمها اسبرجر مع بعض المصابين بالتوحد».
رحلته مع التعلم وكيف تم اكتشاف قدرته الفائقة على الحفظ
كان يسير في خطوات التعليم مثل غيره من أقرانه حتى قررت الأم تحويله إلى مدارس الدمج، نظرا لانشغالها بمولود آخر، تعلم الكثير خلالها محمد وتغير شغفه بشكل ملحوظ، فعلى حد تعبيرها: «بقى مهتم أوي بالأرقام، أرقام السنين وأرقام أعياد الميلاد، وكمان أعلام كل الدول اللي اكتشفت إنه حافظهم بشكل غريب، ويقدر يحسب عدد أيام الجمعة في السنة الواحدة كام جمعة وجت أيام إيه وحاجات كتير حسستني إنه عنده موهبة نادرة فعلا وأشهر مواليد في الشهور».
استمرت هبة في استيعاب شغف صغيرها الذي جعله أشبه بجهاز كمبيوتر يتمكن من عرض كل المعلومات التي تبحث عنها فيما يخص الأرقام، تقول: «عنده شغف بالأرقام بشكل مش طبيعي ويقدر يقول السنوات الكبيسة والسنوات العادية، وكمان المعالم السياحية في العالم كله وماركات العربيات، كأنه ذاكرة كمبيوتر وكل ما نحتاج لحاجة تخص المعلومات نسأله هو».
تتحدث هبة عن صغيرها الذي تميز في أشياء عدة من بينها لعبة الكلمات المتقاطعة التي يجيدها ببراعة وبسرعة غير عادية: «أصحابه لما يحبوا يكسبوا بياخدوه في صفهم لأنه بيساعدهم في تكوين الصور بسرعة رهيبة وكمان الكلمات المتقاطعة».
نسبة الإصابة بالتوحد في مصر 1% وأشهر علاماته
يُعد محمد واحدا من بين ما يقرب من مليون شخص مصاب بالتوحد في مصر وذلك بحسب الدراسات الحديثة التي أكدت أن نسبة انتشار مرض التوحد في مصر تصل إلى 1%، ويعاني مصابو التوحد من مشكلات في التواصل تبدأ من سنوات الطفل الأولى والتي يرفض معها الاستجابة لأي مؤثرات خارجية بصورة تشكك فيمن حوله بكونه لا يسمع أحدا، لكن الحقيقة أنه يعاني من التوحد، وهو ما يستوجب العلاج بالتدخل مبكرا.