علاقات و مجتمع
«شط الزيتون شطي.. والأرض عربية، نسايمها أنفاسي وترابها من ناسي»، كلمات أغنية أمير عيد الشهيرة وصفت حال الصغير الذي جلس يجمع الزيتون الساقط على الأرض في إحدى مزارع أشجار الزيتون بخان يونس، لم يرهب الطفل وأسرته دوي قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لكنهم تحدوا الحرب الدائرة بعنفها وسارت حياتهم بشكل طبيعي، فأرض الزيتون أرضهم ولن يجمع حصادها سواهم.
طفل فلسطيني يجمع ثمار الزيتون
بين الدمار والخراب الذي طال قطاع غزة بأكمله، وتحديدا في بلدة خان يونس الواقعة بالجزء الجنوبي من القطاع؛ وثق المصور الفلسطيني محمود خميس موسم حصاد أشجار الزيتون في بلدته، عبر مقطع فيديو قصير ظهر فيه طفل صغير في الثامنة من عمره يجمع حبات الزيتون بجانب شابين يقفان لجمع المحصول، قال«خميس» للطفل في بداية الفيديو: بتجيب زيتون؟.
وبكل براءة أجابه الصغير: «والله احنا ملناش علاقة في الحروب الحياة مستمرة رغم أنفهم».
هنموت هنا مع الزيت
لم يكن الشباب الفلسطيني في الحقل أقل انتماءً من الصغير الجالس أرضًا يحصد ثمار بلده، حيث اقتراب «خميس» منهم وألقى عليهم السلام، بينما قالوا له: «رغم القصف والصواريخ ولا هاممنا، هنموت هنا مع الزيت بدنا نموت، بدنا ناخد عدسنا وفولنا من عسقلان، من حيفا ومن صفد، ومن يافا، نحن هنا تحت الطيران اللي بيضرب والحياة مستمرة رغم أنفهم»، وهي لقطة تعكس الحب والانتماء لأرض الوطن المغروس في قلوب الصغار قبل الكبار، والذي يشبه أشجار الزيتون التي يحصدون ثمارها، فهي تمتلك جذورا ثابتة قوية لا يمكن اقتلاعها بسهولة، وتتحمل الحياة في بيئة صعبة كحال الفلسطينين المتشبثين بالأرض برغم جرائم الاحتلال البشعة في حقهم.