صحة
بعد الولادة، تجد كثير من الأمهات أنفسهن أمام تحدٍ جديد، وهو بطن ما بعد الولادة، الذي قد يظل بارزًا لفترة طويلة رغم انتهاء الحمل، ورغم أن هذه الحالة طبيعية، فاستمرارها يسبب إزعاجًا نفسيًا للعديد من النساء، خاصةً مع صعوبة العودة السريعة إلى القوام السابق.
لماذا تبقى البطن بعد الولادة؟
في هذا الصدد تقول الدكتور مي عبدالله، استشاري النساء والتوليد، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إن السبب الرئيسي في بقاء البطن بعد الولادة تمدد عضلات البطن أثناء الحمل، وضعف الأربطة الداعمة نتيجة هرمونات الحمل، بالإضافة إلى تراكم الدهون حول منطقة البطن نتيجة قلة الحركة، والتغذية الزائدة أثناء الحمل، وفي حالات الولادة القيصرية، يزداد الأمر تعقيدًا بسبب شق الرحم والعضلات، ما يطيل فترة التعافي ويؤخر عودة العضلات إلى وضعها الطبيعي.

متى تبدأ رحلة التخلص من البطن؟
يشير الأطباء إلى أن الجسم يحتاج إلى فترة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة ليبدأ في العودة إلى طبيعته، وخلال هذه الفترة، يجب على الأم ألا تضغط على نفسها بممارسة تمارين شاقة، بل تركز على الراحة، التغذية السليمة، والمشي الخفيف، وتنصح استشارية النساء والتوليد بعدم ارتداء المشدات الضاغطة إلا بعد استشارة الطبيب، خصوصًا في حالة الولادة القيصرية، حيث قد تؤدي إلى مضاعفات.
التغذية المتوازنة سر الاستشفاء
ومن جانبها، تقول دكتور شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، إن أهم خطوة في التخلص من بطن ما بعد الولادة هي التغذية السليمة، الغنية بالبروتينات والفيتامينات، والتي تساهم في بناء العضلات وشد الجلد، ويجب تقليل السكريات والدهون المشبعة، وزيادة شرب الماء لدعم عمليات الحرق.
وتضيف أن الرّضاعة الطبيعية تساهم في حرق 500 سعرة حرارية يوميًا، لذا فهي من العوامل المساعدة في خسارة الوزن، إذا ترافقت مع نظام غذائي صحي.
الرياضة التدريجية والمستمرة
تنصح دكتورة مي عبدالله ببدء التمارين الخفيفة مثل المشي أو تمارين التنفس العميق بعد أسبوعين من الولادة الطبيعية، وبعد 6 أسابيع في حال القيصرية، ومن ثم يمكن التدرج في تمارين تقوية عضلات البطن، مثل تمرين البيلاتس، والكور، وتمارين كيجل التي تسهم أيضًا في شد الحوض والبطن معًا.
وتؤكد أن الاستمرارية هي المفتاح، وأن التوقعات يجب أن تكون واقعية، فاستعادة البطن المسطح قد تستغرق من 4 إلى 6 أشهر.

العوامل التي تؤخر استعادة شكل البطن
- التوتر النفسي وقلة النوم، وهو ما يؤثر على إفراز الهرمونات المسؤولة عن الحرق.
- الولادات المتكررة بفترات زمنية قصيرة.
- عدم ممارسة الرياضة خلال فترة الحمل.
- التغذية العشوائية والوجبات السريعة بعد الولادة.
- أمراض الغدة الدرقية أو اضطرابات الهرمونات.
متى تلجأ الأم للتدخل الطبي؟
إذا مرت ستة أشهر ولم يحدث تحسن ملحوظ في شكل البطن رغم الالتزام بالنظام الصحي، يمكن مراجعة الطبيب لفحص احتمال وجود انفصال عضلي أو فتق، وفي بعض الحالات، يتم اللجوء إلى العلاج الطبيعي أو التدخل الجراحي مثل شد البطن إذا كان الأمر يؤثر على حياة المريضة اليومية.
ولكن ينصح الأطباء بعدم التسرع في اتخاذ القرار الجراحي، خاصة في حال وجود نية للحمل مرة أخرى.
