علاقات و مجتمع
لم يكن حلمهم مستحيلًا، فقط تمنوا حياة هادئة لا يسمعون فيها صافرات الإنذار أو أصوات القصف، ولا تجرح أعينهم بمشاهد الدمار والدماء، منهم «حبيبة» التي بكت بحرقة في وداع مُعلمها في نهاية العام الدراسي الماضي، لكنه طمأنها وقال لها إنه سيلتقي بها، لكنه كان الوداع الأخير، أما يوسف صاحب الملامح الملائكية والشعر الكيرلي الأشقر، كان أخر ما طلبه من والدته وجبة طعام، وغيرهم من الصغار الذين ارتقوا شهداء وكانت مشاهد وداعهم مؤلمة تنفطر لها القلوب.
صور الصغار من شهداء غزة
في أحد فصول المدراس الفلسطينية، جلست الصغيرة على مقعدها تبكي بحرقة، ما جعل معلمها يطمئنها، قائلًا:«إيش يا حبيبة كمان أنتي بتعيطي، شو مالك يا أستاذة آخر حصة بالسنة هاي مش بالحياة، هضلني معكم لا تبكي»، لكن «حبيبة» استشهدت وكانت الحصة أخر حصة بحياتها، ما دفع معلمها ليقول في مقطع فيديو: «أنا آسف يا حبيبة كانت آخر حصة بالحياة، الرحمة لإلك، الرحمة لغزة».
يوسف.. أبيضاني وحلو
«شوفتوا ابني، ابني يوسف، شعره كيرلى وأبيضانى وحلو»، كلمات الأم الملكومة التي تسير إلى جانب زوجها الطبيب في إحدى مستشفيات غزة، كانت مفتاحًا لانتشار قصة الطفل يوسف، الذي استشهد جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعثر الزوجين على طفلهما جثة هامدة بعد البحث لعدة دقائق في طرقات المستشفى، وغرف الإنعاش والطوارئ حتى وصلوا لثلاجة الموتى، حيث كانت الصدمة التي لم يقدر الثنائي على تصديقها في البداية، لتنهار الأم من البكاء رفقة نجلها الآخر الذي أخذ يضرب بيديه الواقفين، غير مستوعب رحيل شقيقه، أما الأب فوقف مصدومًا مُرددًا «الحمد لله.. نحتسبه شهيد».
الشهيد المؤدب
كان عوني الدوس الملقب بـ«الشهيد المؤدب»، بين أطفال غزة الذين ارتقوا شهداء، امتلك «الدوس» قناةً على «يوتيوب» كان يقدم فيها المحتوى الخاص بالألعاب الإلكترونية، وفي حياته كان المتابعين 100 ألفًا، وكانت أمنيته ان يصل محتواه لعدد كبير من الناس، وتحققت الأمنية بعد استشهادة فقد وصلت قناته لأكثر من 400 ألف متابع حتى الآن.
الاحتلال لم يترك الرضع
لم يسلم من القصف الغاشم أي شخص، الصواريخ تسقط على كل مكان بغزة، وتقصف الجميع حتى الأطفال الرضع، آخرهم الصغيران آيات فروانة وزين النجار، الذان وصل باستشهادهما عدد الشهداء من الأطفال إلى 2704 أطفال، بسحب تصريحات وزارة الصحة الفلسطينية.
وعبر صفحته الرسمية وثق الصجفي الفلسطيني معتز العزايزة، صورة لشاب يركض وهو يحمل طفلته الرضيعة بعد استشهادها، معلقا: «شاب يركض حاملاً ابنته الرضيعة والدموع في عينيه بعد وفاة والدتها بسبب القصف الإسرائيلي..»، وعبر فيديو آخر وثق فيديو لزوجين يهرولان إلى المستشفي، يحمل الرجل الرضيع بين يدية وبجانبه تسير الزوجة باكية، إذ كتب:«كثير مما يحدث أمام عيني رأيته من قبل، لكن من خلال الأفلام، حياتنا هنا عبارة عن فيلم كبير يمكنكم مشاهدته جميعًا ومتى أردتم تبديل القناة».
صور لأطفال من شهداء غزة
حفيد الصحفي وائل الدحدوح
في مشهد يفطر القلوب ظهر المراسل الصحفي وائل الدحدوح يحاول التماسك، وهو يحمل حفيده آدم الذي استشهد هو ووالده وجدته جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيت الإيواء، الذي كانت الأسرة تختبي به، بحسب ما نشر الصحفي الفلسطيني مثنى النجار.