علاقات و مجتمع
غرفة لا تتعدى مساحتها عدة أمتار ونوافذها قديمة وبها 5 كراسي متهالكة، شهدت على قصص ودموع العديد من النساء من بينهن نوران حسن التي بمجرد دخوها ألقت التحية على خبراء التسوية وصوتها يعلوه نبرة الغضب، وجلست وهي تتحاشى نظرات زوجها محمد ياسر الذي جاء بنية الصلح بعد أن فوجئ أنها أوصلت الخلاف الذي بينهما للقضاء ورفضت الصلح بطريقة ودية، وبعد مناقشات مع الخبير الاجتماعي قررا عقد جلسة أخرى أملًا في أن يهدأ الطرفان ويتم الصلح بينهما.
زغاريد لصلح زوجين في محكمة الأسرة
يوم الأربعاء كانت عقارب الساعة تدق نحو الساعة الـ12 والنصف ظهرًا، عندما سمع المارة بمحكمة الأسرة صوت تهاني وزغاريد من عائلتي الزوجين الذين حضروا معهما، وأثناء حديث نوران مع «الوطن» قالت ضاحكة: «أنا كنت مفكرة إنه سرق فلوسي زي ما سرق شبابي»، لتحكي تفاصيل زيجتها التي مر عليها نحو 15 عامًا وأنجبت منه طفلين، قائلة إنها كانت في بداية العشرينات من عمرها ومثل أي فتاة كانت تحلم بفارس الأحلام الذي ستكمل معه حياتها، وبعد فترة ظهر زوجها، وبدأ يتودد لها بشكل كبير حتى أعجبت به وطلب خطبتها.
الزوجة عاندت عائلتها من أجل حبه
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، أقنعت عائلتها أنها لا تهتم لمستواه المادي الاجتماعي، وبعد عناد كبير ورفض محاولاتهم لزواجها من أي رجل آخر، تمت خطبتها له بمباركة أسرتها، ومن وقتها بدأت معاناتها معه وكانت تساعده كثيرًا، ليس ذلك فقط وإنما تنازلت عن معظم الرفاهيات كما أقنعها، واكتفت بالأساسيات حسب دخله المادي حينها، وبعد عام من الخطبة، أقاما حفل زفاف عائلي بموافقتها رغم رفض عائلتها، وانتقلت للعيش معه في شقة بسيطة، وفقًا لحديث الزوجة.
15 سنه حب وطفلين
وبصوت غلب عليه نبرة الحنين، قالت نوران: «عشت معاه 15 سنة وخلفنا طفلين حسب اتفقنا، وكنت بساعدته في مصاريف البيت، ويعتبر أنا الي كنت بصرف على مدارس الولاد، ومن 3 سنين اتوفى والدي، وبعد تقسيم الميراث بيني وإخواتي، وجنب الفلوس ورثت شقة في منطقة راقية، وبعدها طلب مني إننا ننتقل في شقة جديدة وافتكرت أنه هيشتريلي شقة أحلامي بعد العمر ده، وبعد ما اتفرجت على أكتر من شقة، أقنعني إني أدفع تمنها من ورثي، وإنه رافض نعيش في الشقة اللي من ميراثي، وإن الشقة هتبقى باسمي، وبعد ما وافقت اكتشفت الصدمة».
نوران: باع الشقة بسعر أعلى
مسحت الزوجة دموعها التي بللت وجهها، قائلة: «بعد ما اشتريت الشقة واتفرشت، فضلت أحلم أيام وليالي باليوم الي هعيشه فيه في الشقة، لكنه كان يؤخر النقل، وفي يوم لقيت عقد للشقة باسم شخص تاني، ولما واجهته عرفت إنه باع الشقة بسعر أعلى لشخص تاني بالتوكيل، وبررلي موقفة أنه بيستثمرلي فيها»، وعندما رفض رد أموالها رفضت العيش معه مرة أخرى، وطلبت منه الطلاق لكنه رفض.
صلح وأعتداز بمحكمة الأسرة
ولجأت نورات لمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة طالبة الخلع، لاستحالة العشرة بينهما، وعدم قدرتها على الثقة به مرة أخرى، وخلال جلسة التسوية الأولى خضر زوجها وطلب منها إعطاءه فرصة أخرى من أجل طفلهما الذي ما زال يحتاج لرعايتهما، وخلال الجلسة الثانية تعهد الزوج برد مبلغ وقدرة مليوني جنيه واعتذر منها، وانتهت الدعوى رقم 5193 بالصلح.