علاقات و مجتمع
بصوت برئ وملامح يكسوها الرضا، تظهر «صفاء طه عبد اللطيف» في صورة متوجة بالعديد من الميداليات، تجلس على كرسي متحرك يغمرها السعادة، إذ تعد من ذوي الهمم فوُلدت مصابة بإعوجاج في العمود الفقري وتيبس في المفاصل وضمور العضلات، ولكنها فعلت العديد من الإنجازات لتُعلم الجميع أن الإرادة والإلهام والتحدي يتشكلوا في شخصية صفاء وملامحها.
«صفاء طه»، الطالبة في الفرقة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، منذ ولادتها وعلم الجميع أنها شخصية مبدعة وطموحة، فرغم كونها من ذي الاحتياجات الحركية إلا أنها ذات قدرات ومهارات فائقة في جميع المجالات، إذ بدأت استخدام فمها وأصابع قدميها في اللعب والرسم منذ الصغر ولم تستسلم.
بدء أولى خطوات تحقيق حلمها
بدأت «الفتاة العشرينية» في تكوين حلمها الخاص، في أن تكون مذيعة مشهورة لتدخل مجال الإعلام، فدخلت المدرسة وبدأت تنمي مواهبها من قراءة وكتابة وتأليف القصص، وكانت تقدم الإذاعة المدرسية دومًا ويُثني عليها الجميع، فامتلك في قلبها حب مجال الإذاعة وأصبحت تخطو خطواتها نحو تقديم برنامج إذاعي، لتكون صوت ذوي الهمم لتصل إلى كل طبقات المجتمع وتدخل كل البيوت، وبالفعل تقدم برنامج بث مباشر اسمه «صوت بطل» تستضيف شخص من ذوي الهمم لعرض مشاكله مع العديد من الأطباء.
خطوات صفاء للتميز في الرسم والفنون التشكيلية
وتقدم «صفاء» برنامج على القناة الخاصة بها على اليوتيوب يُسمى «حكايتنا في سهرتنا» برنامج اجتماعي ونفسي، تتحدث خلاله عن الموضوعات المختلفة لذوي الهمم، وحصلت على المركز الأول مجال الإذاعة في مسابقة «أنا مصري» التابع لوزارة التربية والتعليم والثقافة بفيلم وثائقي عن «وادي الملوك»، والمركز الثالث في مسابقة الإعلامي الصغير بمجموعة حلقات عن التنمر، لم يكن لها أثرًا في الإذاعة فقط بل بدأت خطواتها نحو الرسم الذي أحبته وأبدعت فيه قبل 11 عامًا، ولكنها مرت بالكثير من الصعوبات لإعاقة حركتها، لكن كان دعم والديها يدفعها للإمام، فبدأت في الرسم والإبداع بفهما ثم أناملها، ورسمت العديد من اللوحات، واشتركت في مسابقات وزارة التربية والتعليم.
وحصلت «الفتاة العشرينية» في الرسم على المركز الأول في مسابقة «لمحات من الهند» عام 2019 على مستوى ذوي الهمم، وفي هذا العام حصلت على المركز الأول في الملتقى الثاني للفنان الصغير التابع للمركز القومي لثقافة الطفل، قائلة لـ«هُن» «أنا أيضًا أحب رسم الفنون التشكيلية، دخلت مجال الفنون التشكيلية لأنها تخرج طاقتي في الخط بالقلم وحب البهجة في استخدام الألوان وبالفعل حصلت على المركز الأول في الفنون التشكيلية في مسابقة جامعة القاهرة لذوي الهمم».
الإبداع في التأليف ولعبة «البوتشيا»
وللمزيد من الحيوية والإبداع، تبحر صفاء في مجال التأليف فشاركت في كتابة كُتيب من سلسلة طفل إلى طفل عن إنجازاتها، وكتبت الكثير من القصص القصيرة وحصلت على المركز الرابع في مسابقة سهير القلماوي في القصة القصيرة، وفازت بالمركز الثاني في التمثيل والقصة القصيرة في فعاليات المسابقة الفنية لطلبة وطالبات جامعة القاهرة من ذوي الهمم، وتتوالى انجازات «الفتاة العشرينية» ففي مجال الرياضة تلعب لعبة البوتشا المخصصة للمصابين بالشلل الدماغي، وحصلت على المركز الثاني في بطولة دولية للمنتخب عن لعبة البوتشيا لذوي الهمم ومشاركة مصر دوليًا في اللعبة، وجرى اختيارها سفيرة للسلام العالمي.
أُمنية «صفاء» ونصيحتها للجميع
وحول مواهبها المتعددة، قالت الفتاة العشرينية «أريد تحقيق رقمًا قياسيًا في الإنجازات، وأصبح فنانة تشكيلية محترفة ولي أسلوبي الخاص المميز، وأكون معروفة به على مستوى العالم في الرسم بالفم، وفي مجال الإذاعة أصبح صوت ذوي الهمم الدائم وبيتهم الأول لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، وفي الرياضة أحقق بطولات عالمية لأُخرج طاقتي ففي الرياضة أشعر بأني أطير من على الأرض، ونصحيتي للجميع الاستمرار والإصرار على حلمهم وعدم اليأس والثقة في الله، وإن المرور بالفترات الصعبة والفشل ما هو إلا بداية نجاح فتدبير الله أعظم وأفضل دومّا».