علاقات و مجتمع
داخل قاعة التخرج، الزغاريد تدوي بالمكان، وصوت التصفيق يعلو بين الطلبة والطالبات، كل منهم في أحضان أسرته، يتبادلون التهاني والمباركات، يعيشون أسعد لحظاتهم بانتهاء الدراسة والترتيب لحياة أخرى جديدة في سوق العمل، إلا أن تلك اللحظات كانت تمر بمرارة على مديحة خالد، 19 عاما، التي نظرت حولها لم تجد والدتها أو والدها، ولم تمسك سوى بلوحة رسمتهما عليها ربما تبرد نار الفراق التي تخللت فؤادها، لتنهار باكية أمام الطلاب.
مقطع فيديو خلال حفلة التخرج، وُثق للفتاة المكلومة، التي حولت لحظات الفرح بين الطلاب لحالة من الشجن والمواساة، بعدما ظهرت وهي ترفع لوحة تحمل صورة والديها الراحلين، والدموع تنهمر من عينيها، تحاول التماسك لكن دون جدوى، سردت الفتاة تفاصيله، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع انتشاره بهذه الطريقة، أو أن يمر عليها اليوم بمثل هذه الصعوبة.
«أبويا وأمي ماتوا قبل التخرج بسبب السرطان»
لم يرحم المرض اللعين والد ووالدة الطالبة مديحة خالد، الطالبة بمعهد فني صحي بالزقازيق، إذ توفي والدها بالسرطان منذ عام مضى، قبل أن تلحق به والدتها بعد شهرين فقط بنفس المرض: «من سنة واحدة أبويا وأمي ماتوا بسبب السرطان، الأول بابا وبعد شهرين والدتي كمان اتوفت، كانوا تعبانين وربنا رحمهم».
وحدة الفتاة بعد وفاة والديها
شعور كبير بالوحدة تشعر به الفتاة التي تركها والديها رفقة شقيق أصغر منها، وشقيقة أخرى متزوجة، بحسب حديثها لـ«هُن»: «عندي أخت متجوزة وأخ أصغر مني عايشين سوا بمعاش بابا وماما لأنهم كانوا موظفين، محدش معانا لكن أنا بقدر أخلي بالي منه ومن دراستي، وكان نفسي يكونوا معايا».
انهيار الفتاة بحفل التخرج
تتذكر الفتاة واحدة من أحزن لحظاتها خلال حفل تخرجها يوم الأحد الماضي، إذ قررت الاستئذان برفع صورة والديها، إلا أن الأمر تحول معها لسبب للانهيار والبكاء الشديد: «حفلة التخرج كانت الأحد اللي فات، طلبت من المنظمين أعرض صورة بابا وماما، وكان معايا إخواتي وخطيبي وأهل والدتي، لكن وأنا رايحة استلم الشهادة بكيت إن برضه لوحدي، وإن الحفلة ناقصاهم، كان نفسي افرحهم بالصورة دي، لكن الموضوع قلب معايا بالبكاء قدام الناس».