علاقات و مجتمع
الأم معجزة من معجزات الله على الأرض، لا دهشة فى قوتها، التى تخرج مثل المارد عند الأزمات، قد تتحمّل مشقة السير لـ15 كيلومتراً متواصلة دون راحة، وهى تجر عربتي طفليها، لتصل بهما إلى بر أمان، بعيداً عن الرصاص والدمار، فوثّقت الكاميرات رحلة «الأم البطلة»، وزادتها مصمّمة الجرافيك «شيرين» تفاؤلاً بواقع أفضل ينتظرها.
قلب الأم أول ما يشعر بالسيدة التى تجر طفليها، لذا حرّكت تلك الصورة مشاعر شيرين أحمد، التى تعمل فى مجال كتب الأطفال والكورسات التعليمية، وتحكى عن تأثّرها بذلك المشهد:«بما إنى أم، فطبعاً الصورة كانت صعبة علىّ، وأثرت فىّ جداً أول ما شُفتها على السوشيال ميديا، وقرّرت أرسمها فى وقتها».
تفاجأت «شيرين» بأن تصميمها أحدث ضجة وانتشر سريعاً، وأكثر ما أسعدها هو وصوله إلى ناس فى دول غير عربية: «أكتر حاجة الواحد بيسعى ليها الفترة دى، أنه يوصّل صوته لدول العالم بأى شكل، علشان نوضّح الصورة الحقيقية اللى بتحصل، حتى لو عن طريق رسمة، وده اللى حصل بالفعل الحمد لله».
كما تلقّت اتصالاً من جامعة النجاح الوطنية فى فلسطين، أبدى القائمون بها إعجابهم بالرسم، ورغبتهم فى استخدامه على صفحة الجامعة الرسمية على «فيس بوك».
«صورة الأم المفروض أنها مأساوية، بس أنا كنت حابة أرسمها بشكل خيالى أكتر، فرسمتها فى طريق نضيف وسما صافية، والطفل علشان برىء فعملته مبتسم»، تلك رؤية «شيرين» التى تطبّقها فى كل رسوماتها عن فلسطين، لها 4 أعمال أخرى منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة:«عادة باختار الصور اللى فيها أطفال بتضحك رغم الدمار والقصف، تلاقى طفل بيضحك فى صورة، ماسك حيوان أليف وبيتصور بيه، فباحب أختار صور فيها أى حاجة إيجابية وأرسمها».