علاقات و مجتمع
في ساعات متأخرة من ليل مساء يوم الأربعاء الماضي، ظلت دقات قلب زوجة طبيب النساء يسري العدل، تتعالى خوفًا، يرتجف بدنها مع مرور كل دقيقة دون عودة زوجها من عمله، قبل أن تمر 24 ساعة على اختفائه، لتقرر التقدم ببلاغ للبحث عنه، إلا أن صدُمت بفاجعة كبرى.
24 ساعة، وحل لغز اختفاء الطبيب يسري العدل إبراهيم، 42 سنة، أخصائي أمراض النساء والتوليد بمستشفى بني عبيد التخصصي، بعدما عثر عليه أهالي ميت فارس مركز بني عبيد في ماسورة ري زراعي، لتخيم حالة من الحزن على أهالي قريته، وصدمه على زوجته وابنتيه؛ إذ أنه تركهن ورحل.
وسرعان ما تصدر اسم الطبيب يسري العدل إبراهيم، محركات البحث، وشهد له الجميع بحُسن الخلق والأمانة، ليبحث عنه العديد من الرواد وعن هويته، ونصائحة الطبية التي تركها إرثًا بعده، وهل تحدث عن الموت؟ أو ترك وصيتة؟
كيف تحدث الطبيب الراحل عن الموت؟
جدير بالذكر إن الطبيب الراحل يسري محمد العدل، استشاري النساء والتوليد، كان تحدث مرارًا وتكرارًا بشكل مباشر وغير مباشر في 2021 عن الموت، إذ شارك بعدة مقاطع لمدربي تنمية بشرية عن الموت، وشارك بمنشور إبراء للذمة، مدونًا: «من كان له عندي مظلمة فليخبرني بها أو يتكرم ويعفو عني لوجه ﷲ، فرد المظالم في الدنيا أهون من الآخرة».
وصية الطبيب الراحل يسري محمد العدل
وفي 2021، ترك الطبيب الراحل غارقًا، وصية مكتوبة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مدونًا: «اخوكم في الله.. يسري محمد العدل أنا لا أعلم متى يدركني الموت، فمن يكن لي ودا فليقرأها للنهاية، أشهد ربي أني سامحت الجميع، قد أكون في يوم من الأيام اغتبت أحدا بزلة لسان أو في نفسي أو مع جماعة، بقصد أو بغير قصد، أو أخطأت بحق أحد، فالإنسان ليس معصوما من الخطأ، أتمنى أن يسامحني الجميع. ومن كان له حق على فليخبرنى وليذكرنى أو ليسامحنى فيه» .
وتابع: «لقد كثر موت الفجأة هذه الأيام ونحن في أيام كثر فيها تساقط الأرواح، وأنا لا أعلم متى يدركني الموت، من يحمل في قلبه اأي شيء أحدثته فليخبرني، أو ليعتقني لوجه الله.. لعلي كنت أمازحه فأثقلت عليه أو ربما لامست وجعا أو أيقظت ذكرياته أو سببت له حرجا دون قصد.. من المؤلم مفارقة الدنيا وقلوبنا مليئة بالمواقف التي لم تُحك، ولم تجد للغفران طريقا لها، التمس من قلوبكم الطيبة أن تسامحوني وتصفحوا عني لوجه الله تعالى».