علاقات و مجتمع
أيام طويلة عمل فيها قوات الإنقاذ بتركيا وسوريا، كخلية النحل، على مدار 24 ساعة، يتبعون الأثر، وينصتون لآنين الأطفال وصراخ الشباب والأمهات، على أمل إنقاذهم من أسفل الأنقاض، كثير من الأطفال خرجت للحياة من تحت الأنقاض، من تشبث بأحضان أمهاتهن اللاتي لفظن أنفاسهن الأخيرة، ومن تمسك بخصلات شعورهن، أو ظلوا مربوطين بالحبل السري، ليخرجوا للعالم كقطعة اللحم الحمراء، دون أسرة أو عائلة، إثر الزلزال المدمر الذي حدث مؤخرًا.
«آية» تبحث عن طفل من ضحايا الزلزال لكفالته
حلم تسعى إليه آية سيد زينهم وزوجها الدكتور أحمد رحمة، المعيد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وهو كفالة طفل من ضحايا الزلزال، ممن رحل عائلاتهم وبقوا بالحياة دون أب أو أم، باحثة عن مساعدته وتربيته رفقة طفلها البيولوجي «مُراد».
هيكون له عيلة هنا
مشاهد الدمار كانت المحرك الرئيسي لحلم الكفالة القديم التي حلمت به «آية»، خاصة إنقاذ الأطفال الرُضع دون ذويهم، لتقرر البحث عن طفل بينهمل للكفالة «هكون أنا وزوجي وابني مراد عيلته، من زمان نفسي اتكفل واتكفل بنفس الوقت اللي أولد فيه عشان يكون ابني بالرضاعة، ويكونوا أخوات ويتربوا سوا».
وأضافت «منظر الأطفال قاسي ومأساوي، معرفش ايه الشروط لتكفل طفل من بلد تانية، لكن أنا عاوزة أتكفل بطفل ونفسي حد يساعني واعرف الاجراءات ايه؟، ونقدر ننقل طفل منهم هنا في بيتي وسط أسرتي الصغيرة».
نفسي في أكتر من طفل لكن ما باليد حيلة
لم يمنعها التكفل بأكثر من طفل سوى الظروف المادية، إذ تحاول الكفالة، لكن بتوفير حياة آدمية له، دون أن تُقصر بحقه: «أخدت رأي أحمد أكيد، وهو رحب بالفكرة، كان نفسي في أكتر من طفل لكن ما باليد حيلة، لو حصل وحد ساعدني بالمصاريف المادية، وأنا أتكفل بالتربية، أقدر أكفل طبعًا وأربي أكتر من طفل خرج للشارع ويكون وسط بيت وعيلة ترعاه».