علاقات و مجتمع
تتعدد صور تضحية الآباء من أجل توفير سعادة الأبناء بمرور كل يوم، التي تخطف قلوب الجميع نحوها بقوة، وهو ما جاء مؤخرًا، في واحد من الأمثلة الإنسانية التي ضربتها أم أربعينية من أجل إسعاد طفلها المصاب بالتوحد، وذلك بتنقلها داخل القطارات إلى جانبه إرضاءًا لرغباته فقط.
بداية الإصابة بالتوحد
الأم البريطانية التي تدعى جود تورنر، والبالغة من العمر 47 عامًا، اكتشفت العلامات الأولى لإصابة ابنها «جورج» صاحب الـ13 عامًا، منذ أن كان في أعوامه الأولى.
وفي تصريحاتها لصحيفة «مترو» البريطانية، قالت الأم إنها في سنوات عمرها الأولى شعرت بالقلق بسبب عدم ظهور بعض العلامات الأساسية في التطور لدى طفلها، فلم يكن يمشي، ولم يكن لديه سوى القليل من الكلام، مستطردة: «كنت أعرف أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا تمامًا لأنني كنت جليسة أطفال كثيرًا في سن المراهقة».
شغف غريب للطفل
مع اكتشاف إصابة الطفل بالتوحد، فوجئت الأم الأربعينية بشغفه الغريب وهو حبه لركوب القطارات بدرجة كبيرة، لتقرر التضحية من أجله وتحقيق أمنياته في التنقل بالقطارات من مدينة لأخرى داخل البلاد بشكل مستمر، إذ تصفه بأنه مفتون تمامًا بكل ما يتعلق بالقطارات.
فتتذكر الأم «جود» أن أولى الأشياء التي تعلمها ابنها هي قراءة وجهات الحافلات، متابعة: «لقد تعلم جميع طرق حافلاتنا المحلية عندما كان في الثالثة من عمره فقط».
ومع عمل والد جورج كسائق قطار، كان تقدمًا طبيعيًا لاهتمامه بالانتقال من الحافلات إلى القطارات، إذ تقول الأم: «قد لا يظهر ابني الكثير من ردود الفعل الخارجية عند رؤية القطارات، لكنه يحب رؤيتها، والقراءة عنها وتصويرها».
ومع هذا الشغف باتت الأم تصطحب ابنها «جورج» إلى محطات القطار، وباتت تتنقل به في جميع أنحاء البلاد ذهابًا وإيابًا بعد إنهاءه أسبوعه الدراسي، وكذلك خلال الإجازات وفي عطلات نهاية الأسبوع.
أما بشأن عملها في أحد المجالات الإلكترونية، اضطرت الأم البريطانية إلى تحويل عملها عن طريق «الأونلاين» عبر الحاسب الآلي المحمول الخاص بها، حتى تتمكن من مباشرة عملها رفقة طفلها داخل القطارات.